أعلنت مؤسسة التمويل الدولية (IFC) عن سلسلة استثمارات تاريخية جديدة بقيمة 310 ملايين دولار خلال قمة إفريقيا للصناعة المالية 2025 (AFIS) المنعقدة في الدار البيضاء بهدف دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز فرص التشغيل والإدماج المالي في القارة.
وتعكس هذه الاستثمارات الدور المتزايد الذي تضطلع به المؤسسة في تعبئة التمويلات لدعم الأسواق المحلية الإفريقية وريادة الأعمال كقوة دافعة لتحقيق التنمية المستدامة. وتشمل الاستثمارات شركات في كل من مصر وإثيوبيا والمغرب، في إطار شراكات متينة مع مؤسسات مالية وبنوك بهذه الدول.
وجمعت القمة، التي تنظم على مدى يومين بشراكة بين مؤسسة التمويل الدولية ومجموعة "جون أفريك" الإعلامية والمملكة المغربية، أكثر من 1250 مشاركا يمثلون مختلف فاعلي القطاع المالي في إفريقيا، تحت شعار "تعبئة رأس المال المحلي على نطاق واسع من أجل التنمية".
وعلى هامش القمة، أعلنت المؤسسة عن إطلاق أربعة مشاريع كبرى تستهدف دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة، وتوسيع وصول النساء إلى التمويل، وتعزيز الأنظمة البنكية المحلية.
في مصر، منحت المؤسسة قرضا بقيمة 50 مليون دولار لبنك قناة السويس لدعم تمويل المشاريع الصغيرة في المناطق النائية، مع تخصيص 25 في المائة من المبلغ للمقاولات المملوكة للنساء، ضمن استراتيجية المؤسسة لسد الفجوة بين الجنسين في مجال التمويل. كما وقعت اتفاقية لتقاسم المخاطر بقيمة 10 ملايين دولار مع بنك التجاري وفا مصر، لتمويل المقاولات الصغيرة والمتوسطة، على أن توجه نصف هذه القروض للمشاريع الصغيرة في المجتمعات المستضيفة والنازحة، و25 في المائة منها للمشاريع النسائية.
أما في المغرب، فقد استثمرت المؤسسة أكبر حصة من التمويل، عبر اتفاقية لتقاسم المخاطر بقيمة 250 مليون دولار مع "بنك سهام"، الذي تأسس إثر استحواذه على البنك المغربي التابع لمجموعة الشركة العامة. وبموجب الاتفاق، ستتحمل المؤسسة ما لا يزيد عن 50 في المائة من مخاطر محفظة القروض المقدرة بـ500 مليون دولار.
وفي إثيوبيا، ستدعم مؤسسة التمويل الدولية مؤسسة "فيجن فاند" الرائدة في التمويل الأصغر، عبر خدمات استشارية في مجالات التمويل المسؤول وإدارة المخاطر والتخطيط التجاري، بهدف توسيع استفادة أصحاب المشاريع الصغيرة غير المشمولين بالخدمات المالية. ويأتي هذا الدعم استكمالاً لقرض سابق بقيمة 10 ملايين دولار بالعملة المحلية، ضمن شراكة تهدف إلى تعميق الإدماج المالي في شرق إفريقيا.
وقال إثيوبيس تافارا، نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية لإفريقيا، إن "دمج الموارد المالية الإفريقية مع رأس المال الدولي الاستراتيجي يشكل وصفة قوية للنمو في القارة"، مؤكداً أن "رواد الأعمال الأفارقة يبنون شركات تنافس نظيراتها عالمياً، ومع الدعم المناسب يمكنهم خلق الوظائف والفرص التي تحتاجها إفريقيا".
وتأتي هذه المبادرات تجسيدا لأهداف قمة AFIS الرامية إلى تعزيز الحوار بين صناع القرار وقادة القطاع الخاص لسد فجوة التمويل في القارة. ومنذ تأسيسها سنة 2021، أصبحت القمة منصة رئيسية للتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص من أجل معالجة العجز المالي في إفريقيا.
وخلال العقدين الماضيين، تعاونت مؤسسة التمويل الدولية مع أكثر من 300 مؤسسة مالية في 40 دولة إفريقية، مما أسهم في تمكين المقاولات الصغيرة من النمو وخلق فرص العمل والمساهمة في رسم ملامح مستقبل التنمية بالقارة.