الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

زهران ممداني أول مسلم يصبح عمدة مدينة نيويورك بعد فوز تاريخي للديمقراطيين


حقق الحزب الديمقراطي انتصارات لافتة في ثلاث انتخابات محورية جرت الثلاثاء، وهي الأولى منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في ما اعتبر دفعة قوية للحزب قبل انتخابات الكونغرس النصفية المقبلة عام 2026.

في نيويورك، فاز زهران ممداني، البالغ من العمر 34 عاما والمنتمي للجناح الاشتراكي الديمقراطي، برئاسة عمادة المدينة، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب في أكبر مدينة أمريكية. وفي ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، تمكنت المرشحتان الديمقراطيتان أبيغيل سبانبيرغر (46 عاما) وميكي شيريل (53 عاما) من الفوز بمنصبي حاكم الولايتين بفارق مريح عن منافسيهما الجمهوريين.

وقال ممداني أمام أنصاره: "إذا كانت هناك مدينة تستطيع أن تظهر لأمة خدعت من قبل دونالد ترامب كيف تهزمه، فهي المدينة التي نشأ فيها"، مضيفا موجها حديثه إلى الرئيس الأمريكي: "ارفع الصوت يا دونالد".

النتائج جاءت كمؤشر أولي على المزاج العام للناخبين الأمريكيين بعد تسعة أشهر من حكم ترامب المثير للجدل، كما شكلت اختبارا لاستراتيجيات مختلفة داخل الحزب الديمقراطي الساعي لاستعادة توازنه السياسي بعد خسارته السلطة في واشنطن.

وفي كاليفورنيا، وافق الناخبون على خطة لإعادة رسم الخريطة الانتخابية بطريقة تصب في مصلحة الديمقراطيين، وهو ما اعتبر مكسبا عمليا كبيرا للحزب في معركته المقبلة على مقاعد مجلس النواب.

المرشحون الديمقراطيون الثلاثة ركزوا في حملاتهم على قضايا المعيشة والقدرة على تحمل التكاليف، لكنهم انتموا إلى تيارات مختلفة داخل الحزب؛ فبينما مثلت سبانبيرغر وشيريل الجناح المعتدل، خاض ممداني حملة يسارية التوجه مستلهما نهج بيرني ساندرز وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، ودعا إلى رفع الضرائب على الأثرياء وتمويل سياسات اجتماعية واسعة مثل تجميد الإيجارات وتوفير النقل المجاني داخل المدينة.

ممداني تغلب على الحاكم الديمقراطي السابق أندرو كومو، الذي ترشح كمستقل بعد خسارته التزكية الحزبية. وقد وصف كومو منافسه بأنه "يساري متطرف" يحمل أفكارا "غير واقعية"، بينما أبدى رجال أعمال في وول ستريت قلقهم من صعود اشتراكي ديمقراطي إلى رئاسة مدينة تعد العاصمة المالية للعالم الرأسمالي.

في المقابل، استغل الجمهوريون فوز ممداني لتصويره كوجه جديد للحزب الديمقراطي، فيما وصفه ترامب بنسة مغرضة بـ"الشيوعي"، مهددا بخفض التمويل الفدرالي عن المدينة.

وفي ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، حاولت سبانبيرغر وشيريل ربط خصومهما الجمهوريين مباشرة بترامب، مستفيدتين من الغضب الشعبي إزاء الإغلاق الحكومي وتداعيات سياساته الاقتصادية والهجرية. وقالت سبانبيرغر بعد فوزها: "في عام 2025 اختارت فرجينيا البراغماتية على الانقسام، واختارت الاستقرار على الفوضى".

وشهدت انتخابات الثلاثاء إقبالا غير مسبوق في بعض المناطق، لا سيما في نيويورك التي سجلت أعلى نسبة مشاركة منذ عام 1969، في إشارة إلى عودة الحماس إلى صفوف القاعدة الديمقراطية الباحثة عن وجوه جديدة تقود الحزب في مرحلة ما بعد ترامب.