الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

المغاربة يخرجون للاحتفال بعد اعتماد مجلس الأمن للقرار 2797 الذي يكرس سيادة المغرب على الصحراء


عمت أجواء من الفرح والاحتفال شوارع المدن المغربية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها دقائق بعد اعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا جديدا يؤكد دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية واعترافه بها كإطار جاد وواقعي لحل النزاع تحت السيادة المغربية. فقد خرج آلاف المواطنين للاحتفال بهذا "التحول التاريخي"، بعدما دعا القرار الأطراف المعنية، وهي المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو وموريتانيا، إلى استئناف المفاوضات على أساس مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007.

في مدن مختلفة، امتلأت الساحات والشوارع بالأعلام الوطنية، وصدحت مكبرات الصوت بالأغاني الوطنية، فيما دوّت أبواق السيارات وسط هتافات الفرح والزغاريد. وعُرض الخطاب الملكي الذي أعقب تصويت الأمم المتحدة في المقاهي وسط تصفيق واسع وابتسامات فخر واعتزاز.

وفي عاصمة المملكة، احتشد مئات المواطنين أمام مبنى البرلمان وهم يلوحون بالأعلام ويرددون النشيد الوطني، بينما رقص آخرون على أنغام الأغاني الوطنية في أجواء غامرة بالحماس والوحدة. مشاهد مماثلة عاشتها مدن سلا وأكادير وطنجة، حيث تحولت ساحة الأمم المتحدة إلى بحر من الألوان الحمراء والخضراء.

أما في الجنوب، فقد غصت ساحة المشور في العيون بالمحتفلين الذين رفعوا الأعلام مرددين أغنية "صوت الحسن" الخالدة، فيما شارك سكان الداخلة، صغارا وكبارا، في مسيرات فرح رافعين الشعارات المؤكدة على مغربية الصحراء. وفي كلميم، ترددت الهتافات: "الصحراء مغربية والملك ديالنا" في تعبير عن الفخر والانتماء الوطني.

الاحتفالات امتدت إلى تطوان التي زينت شوارعها وأزقتها بالأعلام، وخرج السكان إلى الساحات وهم يرددون الأغاني الوطنية ويطلقون العنان لأبواق السيارات في مشهد يختزل لحظة وطنية جامعة.

وجاءت هذه الاحتفالات عقب تبني مجلس الأمن القرار رقم 2797 بأغلبية 11 صوتا مقابل امتناع ثلاث دول (روسيا، الصين، وباكستان)، دون أي اعتراض. ومن اللافت أن الجزائر، العضو غير الدائم في المجلس، امتنعت عن المشاركة في الجلسة.

وفي خطاب ملكي ألقاه الملك محمد السادس بعد أقل من ساعة من التصويت، وصف القرار بأنه "لحظة مفصلية ومنعطف حاسم في تاريخ المغرب الحديث"، مؤكدا أن المملكة تدخل "مرحلة حاسمة لإغلاق ملف الصحراء نهائيا من خلال حل يقوم على مبادرة الحكم الذاتي".

ودعا العاهل المغربي الدول المجاورة إلى الانخراط في حوار صادق وتعاون بناء، مشددا على أن المغرب يسعى إلى تسوية "لا غالب فيها ولا مغلوب"، تجسد إرادة السلم والوحدة في المنطقة.