الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

مراكش تحتضن المؤتمر العالمي الرابع عشر للقناصل بمشاركة شخصيات دولية بارزة


تشكل الدبلوماسية الموازية ودور القناصل الشرفيين في تعزيز العلاقات بين الأمم محور النقاش خلال المؤتمر العالمي الرابع عشر للقناصل، الذي افتتحت أشغاله أمس الخميس بمدينة مراكش.

ويجمع هذا الحدث، المنظم بشراكة بين الفيدرالية العالمية للقناصل واتحاد القناصل الشرفيين بالمغرب تحت شعار "الحوار، الشباب والابتكار"، ممثلين قنصليين وشخصيات سياسية واقتصادية ودبلوماسية بارزة، ما يعكس الاعتراف الدولي بمكانة المغرب كمنصة أساسية لدبلوماسية القرب والحوار بين الشعوب.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد رئيس اتحاد القناصل الشرفيين بالمغرب، عثمان الحلوي، أن تنظيم هذا المؤتمر العالمي وانعقاد الجمعية العامة للفيدرالية العالمية للقناصل بمراكش يكرسان مكانة المملكة كقطب رئيسي في مجال الدبلوماسية الموازية.

وأوضح الحلوي أن الاتحاد "عمل على استقطاب هذه الجمعية العامة إلى المملكة وساهم بشكل كبير في تنظيمها"، مشددا على الأدوار الحيوية التي يضطلع بها القناصل الشرفيون في التقريب بين الأمم، سواء من خلال مهامهم القنصلية أو عبر مبادراتهم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وأضاف أن الدبلوماسية الموازية "أضحت اليوم رافعة أساسية لإشعاع المملكة وترويج قيمها القائمة على التسامح والتعاون والتضامن"، مؤكدا أن احتضان مراكش لهذا المؤتمر يعزز من "البعد الدولي للمدينة ودورها كفضاء متميز للتلاقي بين الثقافات والحضارات".

من جانبه، عبر رئيس الفيدرالية العالمية للقناصل، نيكولاوس ك. مارغاروبولوس، عن اعتزازه الكبير باحتضان المغرب لهذه الدورة الرابعة عشرة من المؤتمر العالمي، مشيدا بالمشاركة الواسعة التي سجلتها النسخة الحالية، والتي تعد من بين الأكبر في تاريخ الفيدرالية.

وعرفت الجلسة حضور الرئيسة السابقة لجمهورية كرواتيا، كوليندا غرابار كيتاروفيتش، إلى جانب عدد من الشخصيات الدبلوماسية البارزة.

وفي كلمتها، أبرزت غرابار كيتاروفيتش الدور الجوهري للدبلوماسية في التقريب بين الشعوب وتدبير العلاقات الدولية، موضحة أن الدبلوماسية لا تقتصر على المفاوضات الرسمية، بل تشمل كذلك القدرة على بناء جسور إنسانية وثقافية بين الأمم.

وأكدت أن القناصل الشرفيين يمثلون فاعلين رئيسيين في "الدبلوماسية الناعمة"، لما لهم من قدرة على تعزيز التفاهم المتبادل وتسهيل التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بما يسهم في بناء روابط مستدامة بين الدول تتجاوز القنوات الدبلوماسية التقليدية.

ويتضمن جدول أعمال الجمعية العامة للفيدرالية العالمية للقناصل، المقررة غدا الجمعة، انتخاب مجلس إدارتها الجديد، بينما يعد هذا المؤتمر أول دورة تعقد في القارة الإفريقية لمناقشة محاور تتعلق بدور القناصل الشرفيين في التعاون الاقتصادي والترويج الثقافي وحماية المواطنين بالخارج والتكيف مع التحديات التكنولوجية الجديدة.

يذكر أن الفيدرالية العالمية للقناصل، التي تأسست سنة 1982 وتضم نحو 9000 قنصل شرفي يمثلون أكثر من 95 بلدا عبر العالم، تعمل على تعزيز التفاهم المتبادل وتقوية التعاون القنصلي وتشجيع الحوار الدبلوماسي البناء بين الأمم.