يشارك المغرب إلى جانب عدد من الدول في مناورات "نصرت 2025" العسكرية التي تنظمها تركيا ما بين 24 و31 أكتوبر، بمشاركة قوات بحرية وجوية من عدة دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية.
وتجري هذه التدريبات في منطقتي جناق قلعة وخليج ساروس ببحر إيجه، وتهدف إلى تعزيز القدرات العملياتية للوحدات المشاركة في التخطيط والتنفيذ والتقييم في مجال الحرب البحرية، إضافة إلى تطوير التعاون وقابلية التشغيل البيني بين القوات البحرية التركية ونظيراتها في الدول الشريكة.
ويشارك في هذه المناورات عناصر من القوات البحرية والجوية وخفر السواحل التركية، إلى جانب مجموعة مكافحة الألغام الدائمة الثانية التابعة لحلف الناتو، وممثلين عن نحو 24 دولة، من بينها خمس دول تشارك ميدانيا وتسع عشرة بصفة مراقب. وتشمل الدول المشاركة إلى جانب المغرب كلا من البحرين والإمارات والكويت ومصر والسعودية وإندونيسيا ودولا أخرى.
ويرى خبراء عسكريون أن مشاركة المغرب في هذه المناورات المتعددة الجنسيات خطوة استراتيجية لتعزيز قدراته البحرية والجوية، ولتوطيد التعاون مع شركاء إقليميين ودوليين في ظل التحديات الأمنية المتزايدة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتوفر هذه التدريبات فرصة مهمة للقوات المغربية لتبادل الخبرات مع الحلفاء والاطلاع على أحدث تقنيات الحرب البحرية، بما في ذلك حرب الألغام واستخدام الطائرات المسيرة البحرية، فضلا عن تطوير قدرات حماية الممرات الاستراتيجية مثل مضيق جبل طارق.
وتجسد مشاركة المغرب التزامه بمعايير الأمن البحري الدولي وقدرته على العمل المشترك مع مختلف القوات العسكرية في سياقات متنوعة. كما تعكس دوره الفاعل في مبادرة "الحوار المتوسطي" التابعة للناتو التي انضم إليها سنة 1994، وكان أول بلد يحصل على صفة الشريك البرلماني للحلف، إضافة إلى منحه عام 2004 صفة حليف رئيسي من خارج الناتو.
ومن الناحية التقنية، تسمح هذه المناورات للبحارة المغاربة باختبار مهاراتهم في مجالات دقيقة كحرب الألغام والتنسيق البحري متعدد الأطراف وإدارة العمليات المشتركة، ما يعزز قدرة الردع البحري للمملكة.
أما على الصعيد الاستراتيجي، فتمثل هذه المشاركة فرصة لترسيخ حضور المغرب في شبكات الأمن البحري متعددة الأطراف، مما يكرس انتقاله من موقع المستفيد من الأمن إلى منتجه، في إطار عقيدة عسكرية مستقلة ومتكاملة. كما تعكس هذه المشاركة سياسة دفاعية مغربية متوازنة تقوم على التعاون دون تبعية، والانفتاح دون التفريط في السيادة، وهو ما جعل المملكة فاعلا يحظى بالاحترام داخل دوائر التخطيط العسكري التابعة لحلف الناتو.