الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

روسيا تختبر صاروخها النووي الجديد بوريفيستنيك وتؤكد قدرته على اختراق أي درع دفاعي


أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد أن روسيا نجحت في اختبار صاروخها الجديد "بوريفيستنيك" العامل بالطاقة النووية، وهو صاروخ كروز قادر على حمل رؤوس نووية وتقول موسكو إنه قادر على اختراق أي درع دفاعي، مؤكدا أن بلاده تتجه نحو نشر هذا السلاح قريبا.

ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من مناورات نووية أجرتها روسيا، في رسالة واضحة مفادها، بحسب بوتين، أن موسكو لن تخضع لأي ضغوط غربية بشأن الحرب في أوكرانيا، في وقت يتخذ فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفا أكثر صرامة تجاه روسيا للضغط نحو وقف إطلاق النار.

وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، إن الصاروخ قطع مسافة 14 ألف كيلومتر، وظل في الجو نحو 15 ساعة خلال اختباره في الحادي والعشرين من أكتوبر. وتصف روسيا الصاروخ المعروف باسم "9M730 بوريفيستنيك" – الذي تطلق عليه حلف الناتو تسمية "سكاي فول" – بأنه "لا يقهر"، بفضل مداه غير المحدود ومساره غير المتوقع.

وأضاف بوتين، الذي كان يرتدي زيا عسكريا خلال اجتماع مع كبار قادته العسكريين المشرفين على العمليات في أوكرانيا، أن هذا السلاح "فريد من نوعه، ولا يوجد ما يشبهه في أي مكان في العالم".

منذ أن أعلن بوتين عن هذا المشروع عام 2018، قدم الصاروخ بوصفه ردا على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية عام 2001، وسعيها لبناء درع صاروخية وتوسيع حلف الناتو. وأوضح أن خبراء روسا كانوا قد شككوا سابقا في إمكانية تطوير مثل هذا السلاح، لكن الاختبارات الحاسمة أثبتت نجاحه.

وطلب بوتين من غيراسيموف تحديد تصنيف هذا السلاح الجديد، والاستعداد لتجهيز البنى التحتية اللازمة لنشره. وينظر إلى توقيت الاختبار، والإعلان عنه أثناء اجتماع عسكري في أجواء ميدانية، كإشارة موجهة إلى الغرب وإلى الرئيس ترامب على وجه الخصوص.

ولم يصدر أي تعليق من البيت الأبيض على التجربة الروسية. وتحمل هذه الخطوة رسالة إلى واشنطن مفادها أن روسيا، رغم الضغوط، ما زالت قوة عسكرية كبرى في المجال النووي، وأن عروضها السابقة للحوار حول ضبط التسلح ينبغي أخذها بجدية. كما تشير إلى أن موسكو قادرة على الرد إذا استهدفت أراضيها، خصوصا بعد تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة رفعت بعض القيود عن استخدام أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى قدمها الحلفاء.

وأكد بوتين الأسبوع الماضي أن أي هجوم على روسيا سيقابل برد "خطير جدا، وربما ساحق"، فيما كرر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف هذه الرسالة عبر التلفزيون الرسمي.

وأوضح غيراسيموف أن الصاروخ الجديد يعمل بالطاقة النووية بالكامل، وأن الاختبار الأخير تميز بمداه الطويل غير المحدود، مؤكدا أنه قادر على تجاوز أي نظام دفاعي مضاد للصواريخ.

وكان بوتين قد أشرف الأربعاء على مناورات شاملة للقوات النووية الروسية في البر والبحر والجو، شملت إطلاق صواريخ باليستية من طراز "يارس" و"سينيفا"، وصاروخين جوالين من نوع "Kh-102". وقال إن الجاهزية القتالية للردع النووي الروسي "في أعلى مستوياتها، متفوقة على أي قوة نووية أخرى".

وعلى الجبهة الأوكرانية، أشار غيراسيموف إلى أن القوات الروسية تمكنت من تطويق أعداد كبيرة من الجنود الأوكرانيين في منطقة بوكروفسك بإقليم دونيتسك، وتواصل تقدمها في مناطق خاركيف ودنيبروبتروفسك وزابوريجيا.