جددت فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، موقفها الثابت الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية في الصحراء المغربية. جاء هذا خلال استقبال وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نوال بارو أمس الأربعاء لنظيره المغربي ناصر بوريطة، حيث استعرض الجانبان "الشراكة الاستثنائية المعززة" التي تجمع بين البلدين، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية.
وخلال اللقاء، أكدت فرنسا مجددا موقفها "الراسخ" و"الثابت"، مشددة على أن حاضر ومستقبل الصحراء المغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية. وأوضحت الوزارة أن "مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007، والذي يحظى بدعم دولي متزايد، يظل الأساس الوحيد لتحقيق حل سياسي عادل ودائم ومتفاوض عليه". كما أكدت فرنسا التزامها القوي بدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية نهائية للنزاع.
وتناول الوزيران خلال المحادثات عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث رحبت فرنسا بآفاق تعزيز الشراكة الأوروبية المغربية والأورو-متوسطية في مختلف المجالات، وأعربت عن التزامها بتعميق التعاون الثنائي والمساهمة في حل الأزمات الإقليمية والدولية.
ويأتي تجديد الموقف الفرنسي قبل أسابيع قليلة من تصويت مجلس الأمن على قرار جديد بشأن الصحراء المغربية، في سياق يتسم بتنامي الدعم الدولي المتواصل للموقف المغربي، إذ تجاوز عدد الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي 120 دولة تعتبرها حلا جديا وذا مصداقية لإنهاء النزاع.
وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا دعمت على الدوام المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وقد رسخت هذا الموقف عندما قررت اعتمادها كالحل السياسي الوحيد لإنهاء نزاع الصحراء المستمر منذ نصف قرن.
وفي يوليوز من العام الماضي، أعلنت فرنسا اعترافها الكامل بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، حيث شدد الرئيس إيمانويل ماكرون على أن "الحاضر والمستقبل" للصحراء المغربية يندرجان ضمن إطار السيادة المغربية.
كما أكدت باريس عزمها على دعم مشاريع التنمية في الأقاليم الجنوبية لفائدة ساكنتها المحلية. حيث احتضنت مدينة الداخلة بداية هذا الشهر منتدى اقتصاديا رفيع المستوى جمع رجال الأعمال المغاربة والفرنسيين، نظم بشراكة بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومنظمة أرباب العمل في فرنسا "MEDEF"، في خطوة تعكس التزام فرنسا بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية القوية مع المغرب، خصوصا في أقاليمه الجنوبية.