الخميس، 21 أغسطس 2025

فيروز تشيع جثمان ابنها زياد الرحباني في جنازة مهيبة


شهدت بلدة المحيدثة في بكفيا اللبنانية، الاثنين، لحظات مؤثرة خلال تشييع جثمان الفنان والموسيقي اللبناني زياد الرحباني، بحضور والدته الفنانة فيروز وشقيقته ريما الرحباني، إلى جانب حشد من الشخصيات الفنية والسياسية والثقافية ومحبي إرث عائلة الرحباني الفني الفريد.

وانطلقت مراسم التشييع من مستشفى خوري في شارع الحمراء ببيروت، حيث احتشد العشرات من محبي الراحل وهم يرفعون صوره ويرددون أغانيه الشهيرة، في مشهد غلبت عليه مشاعر الحزن والوفاء لفنان شكل علامة فارقة في الموسيقى والمسرح اللبناني. ورافقت الموكب أصوات الزغاريد والتصفيق، فيما ألقيت الورود والأرز على السيارة التي حملت جثمانه، على وقع دقات أجراس الكنائس وبث مقطوعاته الموسيقية عبر مكبرات الصوت.

الموكب مر في محطات رمزية من العاصمة اللبنانية، من الصنائع مرورا بشارع سبيرز وحي الأشرفية، قبل أن يصل إلى مسقط رأسه في المحيدثة. وفي كنيسة رقاد السيدة، أقيمت الصلاة لراحة نفسه، ليوارى بعدها الثرى في مسقط رأس العائلة، في أجواء مهيبة خيمت عليها حالة من الحزن العميق على رحيل أحد أعمدة الموسيقى اللبنانية الحديثة.

رحيل زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عاما، صباح السبت الماضي، جاء بعد صراع طويل مع مرض تليف الكبد، تاركا إرثا موسيقيا ومسرحيا ضخما أثرى الساحة العربية. زياد، وهو الابن البكر لفيروز والراحل عاصي الرحباني، عُرف بجرأته الفنية وأسلوبه الخاص الذي جمع بين الموسيقى الشرقية والغربية، كما قدم أعمالا مسرحية واجتماعية لامست قضايا اللبنانيين والعرب، أشهرها مسرحيات "فيلم أميركي طويل" و "بالنسبة لبكرا شو؟" التي أصبحت أيقونات في المسرح العربي.

الراحل كان أيضا رمزا سياسيا وثقافيا، إذ لم يتردد في التعبير عن مواقفه الاجتماعية والسياسية من خلال فنه وكلماته الساخرة والعميقة في آن واحد، ما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة جعلت من رحيله حدثا وطنيا بامتياز.

برحيل زياد، يسدل الستار على فصل مهم من الإبداع اللبناني الذي جمع بين الموسيقى والمسرح والفكر النقدي، فيما يبقى إرثه حاضرا في وجدان محبيه وفي ذاكرة الفن العربي.