الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

واشنطن تتحرك لإنقاذ الهدنة بين إسرائيل وحماس بعد تصاعد العنف


وصل مبعوثان أمريكيان إلى إسرائيل اليوم الاثنين لعقد محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في محاولة لإعادة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس إلى مساره، بعد تصاعد العنف خلال عطلة نهاية الأسبوع الذي هدد بإفشال الهدنة التي لم يمض على سريانها سوى أسبوع.

وقد أعادت كل من إسرائيل وحماس تأكيد التزامهما بخطة الهدنة التي رعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم هجوم الجيش الإسرائيلي بقصف أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 28 شخصا في غزة، والهجوم الفلسطيني الذي أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين.

لكن مع توالي حوادث العنف، حتى في يوم الاثنين، يبدو من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن ستنجح في الحفاظ على الضغط على الطرفين وضمان استمرار الزخم لإنهاء الصراع.

المبعوثان الأمريكيان، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وصلا إلى إسرائيل بهدف تعزيز الهدنة وبدء المباحثات بشأن المرحلة التالية من الخطة الأمريكية المؤلفة من 20 خطوة، وهي المرحلة التي يتوقع أن تكون الأصعب. كما من المقرر أن يزور نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، إسرائيل يوم غد الثلاثاء، لإجراء محادثات مع نتنياهو حول التحديات والفرص الإقليمية.

وتؤكد هذه التحركات الدبلوماسية الرفيعة المستوى الأهمية التي يوليها ترامب لترسيخ الهدنة، إذ وصف الأسبوع الماضي ما يجري بأنه "فجر تاريخي لشرق أوسط جديد".

في الأثناء، أفاد مسعفون فلسطينيون بمقتل ثلاثة أشخاص جراء قصف إسرائيلي قرب "الخط الأصفر" الذي يحدد انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على "مسلحين" تجاوزوا الخط، بينما عبر سكان غزة عن ارتباكهم بشأن موقع الخط الجديد، الذي لم توضع له علامات واضحة على الأرض بعد.

وفي إطار مساعي تثبيت الهدنة، قال البيت الأبيض إن زيارة ويتكوف وكوشنر كانت مقررة قبل اندلاع المواجهات الأخيرة. وأوضح الرئيس ترامب أن وقف إطلاق النار لا يزال ساريا، مرجحا أن تكون "القيادة في حماس غير ضالعة" في الانتهاكات الأخيرة.

وتنتظر إسرائيل تسليم جثامين مزيد من الرهائن قبل الإعلان عن أي تقدم في المحادثات، إذ تشير تقديراتها إلى أن حماس قد تسلم ست جثث إضافية من أصل 16 ما تزال محتجزة في غزة، بينما يصعب العثور على جثث أخرى بسبب الدمار الكبير.

من جانبها، أعلنت حماس أنها ستسلم جثمان رهينة جديدة في وقت لاحق من يوم الاثنين، كما ذكرت أن وفدا منها سيلتقي بمسؤولين مصريين في القاهرة لبحث سبل تنفيذ بنود الهدنة، بما في ذلك إنشاء هيئة تكنوقراطية لإدارة القطاع دون تمثيل مباشر للحركة.

وترفض حماس والفصائل المتحالفة معها أي إدارة أجنبية لغزة كما ينص على ذلك جزء من خطة ترامب، وتعارض أيضا التخلي عن سلاحها، مما قد يعقد تنفيذ الاتفاق.

ورغم التصعيد، جدد الطرفان التزامهما بوقف إطلاق النار. وقالت إسرائيل إنها ردت على "هجوم فلسطيني" قتل فيه جنديان داخل المنطقة المتفق عليها في رفح. وحذر متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية من أن "تل أبيب لن تقبل بأي انتهاك للهدنة"، مؤكدا أن حماس "لن يكون لها مستقبل في غزة ويجب أن تُنزع أسلحتها بالكامل".

أما الجناح العسكري لحماس فأعلن أنه "غير مطلع على اشتباكات رفح" وأنه "لم يتواصل مع المجموعات المسلحة هناك منذ مارس الماضي"، مشيرا في الوقت نفسه إلى "خروقات إسرائيلية متكررة" أسفرت عن مقتل 46 شخصا ومنعت دخول الإمدادات الحيوية إلى القطاع.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن أي عناصر لحماس في المناطق التي ما تزال تحت السيطرة الإسرائيلية يجب أن يغادروها فورا، وإلا سيتم استهدافهم دون إنذار. ومع ذلك، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن قوافل المساعدات ستستمر في دخول غزة رغم التوتر.