شهدت مدينة سبتة المحتلة صباح الأحد حادثة إنسانية جديدة أثارت تعاطفا واسعا، بعدما تمكنت أم مغربية من عبور البحر سباحة رفقة طفلها نحو شاطئ "الديوانة"، في محاولة محفوفة بالمخاطر للهجرة غير النظامية.
ووفق صحيفة "تيلكيل عربي"، فإن الأم وطفلها انطلقا من سواحل مدينة الفنيدق، واستطاعا رغم سوء الأحوال الجوية وهيجان البحر الوصول إلى الشاطئ الإسباني مستعينين بوسيلة طفو بسيطة لتفادي الغرق. وأظهرت لقطات الحرس المدني الإسباني لحظة وصولهما، حيث بدت الأم منهكة وهي تجر طفلها الذي بدا عليه الخوف والإعياء الشديد.
وتدخلت فرق الإنقاذ فورا لتقديم الإسعافات الأولية، قبل نقلهما إلى مركز صحي في المدينة لإجراء الفحوص الضرورية، وأفادت السلطات الإسبانية أن حالة الطفل مستقرة ويخضع لمتابعة طبية ونفسية. كما تم فتح ملف متابعة اجتماعية له من قبل قسم حماية القاصرين، يشمل تقييما لوضعه الأسري وتوفير الدعم المدرسي واللغوي داخل مركز الإيواء المؤقت.
وتعد هذه الواقعة الثانية من نوعها خلال أسابيع قليلة، بعد حادث مماثل في 27 شتنبر الماضي حين عبر أب مغربي البحر رفقة ابنه البالغ 15 عاما، قبل أن يتم إيواؤهما في المركز ذاته. وتخضع مثل هذه الحالات لقرارات النيابة العامة الإسبانية التي تشدد على حماية القاصرين وضمان خصوصيتهم.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، شهدت سبتة موجة جديدة من محاولات العبور، شملت نحو 30 قاصرا، بينهم ثلاث فتيات وصلن سباحة، في وقت نقلت فيه السلطات الإسبانية 19 طفلا إلى شبه الجزيرة بسبب الاكتظاظ في مراكز الإيواء.
وتؤكد التقارير الإسبانية استمرار ظاهرة الهجرة غير النظامية رغم المخاطر الكبيرة، في وقت تواصل فيه السلطات المغربية تعزيز مراقبة السواحل الشمالية وتفكيك شبكات تهريب المهاجرين، ضمن مقاربة تجمع بين البعد الأمني والإنساني للحد من المآسي المتكررة في البحر المتوسط.