الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

حركة "GenZ212" تعلن توقفا استراتيجيا استعدادا لمرحلة جديدة من الاحتجاج


أعلنت حركة الشباب "GenZ212" في المغرب صباح السبت عن تعليق مظاهراتها التي كانت مقررة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ووصفت القرار بأنه "توقف استراتيجي" يهدف إلى تعزيز التنظيم والتنسيق داخل صفوفها. ورغم أن البيان لم يشر مباشرة إلى خطاب الملك محمد السادس الذي ألقاه عشية الإعلان، إلا أن تزامن الحدثين أثار اهتماما واسعا.

وجاء في بيان الحركة أن هذا التوقف المؤقت يرمي إلى جعل المرحلة المقبلة "أكثر فعالية وتأثيرا"، مؤكدة تمسكها بمطالبها السابقة الداعية إلى محاسبة المسؤولين الفاسدين، وحث الحكومة على تحمل مسؤوليتها تجاه تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

وأوضحت الحركة أنها ستصدر لاحقا في اليوم نفسه نداء جديدا للتعبئة، معلنة أن التظاهرة المقبلة ستكون "موجهة ضد الحكومة وكل رموز الفساد الذين يعرقلون تطلعات الشعب المغربي".

وتعد "GenZ212" ظاهرة جديدة في المشهد الشبابي المغربي، إذ تجاوز عدد أعضائها 200 ألف على منصة "ديسكورد" منذ إنشائها أواخر شتنبر الماضي. وقد نظمت الحركة تجمعات ليلية في عدد من المدن المغربية، شارك فيها العشرات إلى المئات من الشباب.

وجاء بروز الحركة في سياق موجة غضب شعبي أعقبت وفاة ثماني نساء حوامل عقب عمليات قيصرية بمستشفى عمومي في أكادير منتصف شتنبر، وهو الحدث الذي فجّر مطالب بإصلاح عاجل للقطاع الصحي، قبل أن تتوسع لتشمل التعليم والعدالة الاجتماعية. وخلافا للأحزاب والنقابات التقليدية، تؤكد "GenZ212" استقلالها عن أي تنظيم رسمي، موجهة مطالبها مباشرة إلى الملك محمد السادس.

وكان العاهل المغربي قد دعا، في خطابه أمام البرلمان يوم الجمعة، الحكومة إلى تسريع تنفيذ برامج التنمية، خصوصا في مجالي التعليم والصحة، مشددا على أن المغرب "يسير بثبات نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية"، ومطالبا الجهاز التنفيذي بإيلاء اهتمام خاص للمناطق الهشة.

ويأتي ذلك في وقت أطلقت فيه المملكة خلال السنوات الأخيرة مبادرات متعددة لتقليص الفوارق المجالية وتعزيز العدالة الاجتماعية، وهي الأهداف ذاتها التي تتبناها حركة "GenZ212" وتعمل على رفعها إلى صدارة النقاش العام.