الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

آلاف الغزاويين يبدأون مرحلة العودة إلى بيوتهم المهدمة بعد سريان وقف إطلاق النار


تدفقت حشود من الفلسطينيين النازحين اليوم الجمعة عائدين نحو منازلهم المدمرة في قطاع غزة، بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ وبدء القوات الإسرائيلية بالانسحاب من بعض مناطق القطاع.

سارت أعداد كبيرة من سكان غزة في اتجاه الشمال عبر الغبار نحو مدينة غزة، أكبر مدن القطاع، والتي تعرضت في الأيام الماضية لأعنف هجمات إسرائيلية منذ بداية الحرب. وقال إسماعيل زيدة، البالغ من العمر أربعين عاما والمقيم في حي الشيخ رضوان: "الحمد لله، منزلي ما زال قائما، لكن المكان مدمر، بيوت جيراني مهدمة، وأحياء بأكملها اختفت".

وأعلنت القوات الإسرائيلية أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ عند منتصف النهار بالتوقيت المحلي، بعد أن صادقت الحكومة الإسرائيلية عليه فجر الجمعة، ما أتاح البدء بسحب بعض القوات ووقف العمليات العسكرية خلال 24 ساعة.

وبموجب الاتفاق، من المنتظر أن تطلق حماس سراح 20 أسيرا إسرائيليا أحياء خلال 72 ساعة، مقابل إفراج إسرائيل عن 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بأحكام طويلة، إضافة إلى 1700 معتقل آخرين تم احتجازهم في غزة خلال الحرب. كما ستبدأ قوافل المساعدات الغذائية والطبية في الدخول إلى القطاع لإغاثة مئات آلاف المدنيين الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة بعد تدمير منازلهم.

وتتضمن المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المدن الكبرى في غزة، مع بقائها في السيطرة على نحو نصف مساحة القطاع. وفي كلمة متلفزة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القوات ستبقى لضمان نزع سلاح حماس: "إذا تحقق ذلك بالطرق السهلة فخير، وإن لم يكن، فسنحققه بالطرق الصعبة."

وفي خان يونس جنوب القطاع، انسحبت بعض القوات الإسرائيلية من المناطق الشرقية قرب الحدود، رغم سماع دوي قصف مدفعي. وفي مخيم النصيرات وسط غزة، أزالت قوات إسرائيلية مواقعها وتحركت شرقا نحو الحدود، في حين بقيت أخرى بعد سماع إطلاق نار فجر الجمعة. كما انسحبت القوات من الطريق الساحلي المؤدي إلى مدينة غزة.

وقال مهدي سقالة، أحد العائدين: "بمجرد سماعنا خبر الهدنة، شعرنا بالفرح واستعددنا للعودة إلى غزة. بالطبع لا توجد منازل، كلها دمرت، لكننا سعداء فقط بالعودة إلى حيث كانت بيوتنا، حتى لو فوق الركام. لقد عانينا لعامين من النزوح من مكان إلى آخر".

من جانبه، أعلن رئيس مكتب حماس في غزة، خليل الحية، أنه تلقى ضمانات من الولايات المتحدة وجهات الوساطة بأن الحرب انتهت. واحتفل الفلسطينيون والإسرائيليون معا بالإعلان عن الاتفاق، الذي يمثل أكبر خطوة نحو إنهاء حرب دامت عامين وأودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني.

ولا تزال بعض التفاصيل غامضة، إذ لم تنشر بعد قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، بينما تسعى حماس لإطلاق سراح شخصيات بارزة من السجون الإسرائيلية. كما لم يحسم بعد مستقبل إدارة قطاع غزة بعد انتهاء القتال، ولا مصير حركة حماس التي ترفض حتى الآن شرط نزع سلاحها.

وأعلنت وزارة الداخلية في غزة أنها ستنشر قوات أمنية في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، دون أن يتضح إن كانت العناصر المسلحة ستعود للانتشار كما حدث في هدن سابقة.

ومن المنتظر أن يتوجه الرئيس ترامب إلى المنطقة الأحد، وقد يحضر مراسم التوقيع في مصر، فيما دعا رئيس الكنيست أمير أوحانا ترامب لإلقاء خطاب في البرلمان الإسرائيلي.