فازت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، التي تعيش في الخفاء، بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، تقديرا لنضالها ضد الدكتاتورية في بلادها، رغم إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أنه الأحق بالجائزة.
وتبلغ ماتشادو من العمر 58 عاما، وهي مهندسة صناعية منعت في عام 2024 من الترشح للانتخابات الرئاسية بقرار من محاكم فنزويلا، ما حال دون منافستها للرئيس نيكولاس مادورو الذي يحكم البلاد منذ عام 2013.
وقالت لجنة نوبل النرويجية في بيانها: "عندما يستولي المستبدون على السلطة، يصبح من الضروري الاعتراف بالمقاتلين الشجعان من أجل الحرية الذين ينهضون ويقاومون".
يشهد عهد مادورو الممتد منذ 12 عاما أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، وقد أدى اليمين لولاية ثالثة في يناير الماضي، رغم الجدل الانتخابي الذي استمر ستة أشهر والدعوات الدولية لتنحيه، ورفع الولايات المتحدة لقيمة المكافأة المرصودة للقبض عليه.
وبعد استبعادها من السباق الرئاسي عام 2024، واصلت ماتشادو دعم مرشح المعارضة البديل السفير السابق إدموندو غونزاليس، وجذبت تجمعاتها آلاف الأنصار، وفقا لشهادات الحاضرين ووسائل الإعلام.
غير أن عددا من المقربين منها تعرضوا للاعتقال، بينهم رئيس أمنها الشخصي خلال الحملة، بينما لجأ ستة من أعضاء فريقها إلى سفارة الأرجنتين بعد صدور مذكرات توقيف بحقهم.
وفي مكالمة هاتفية مع الأمين العام للجنة نوبل كريستيان بيرغ هارفكين، قالت ماتشادو: "يا إلهي... لا أجد الكلمات. لا أستحق هذا." ولم يتضح بعد ما إذا كانت قادرة على حضور حفل تسليم الجائزة المقرر في أوسلو يوم 10 دجنبر. وإن تعذر حضورها، فستكون ضمن قائمة من الحاصلين على الجائزة الذين منعوا من حضور الحفل، مثل أندريه ساخاروف عام 1975، وليخ فاليزا عام 1983، وأونغ سان سو تشي عام 1991.
تعد ماتشادو أول فنزويلية تنال جائزة نوبل للسلام، والسادسة من أمريكا اللاتينية. وقد رحب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمنحها الجائزة، معتبرا إياها "تعبيرا عن تطلعات الشعب الفنزويلي نحو انتخابات حرة ونزيهة."
وقال رئيس لجنة نوبل، يورغن واتني فريدنيس، إنه يأمل أن تشجع الجائزة المعارضة الفنزويلية على مواصلة عملها من أجل "انتقال سلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية." من جانبها، رأت مديرة قسم الأمري كيتين في منظمة هيومن رايتس ووتش، خوانيتا غوبرتوس إسترادا، أن الجائزة قد تعزز الضغط الدولي على إدارة مادورو.
يأتي ذلك فيما واصلت الولايات المتحدة دعمها القوي للمعارضة الفنزويلية، إذ نفذت مؤخرا عمليات ضد سفن يشتبه في تهريبها المخدرات قبالة سواحل فنزويلا. كما أعلن الرئيس ترامب أن بلاده ستنظر في "استهداف عصابات المخدرات القادمة برا من فنزويلا"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها في "نزاع مسلح غير دولي" مع تلك العصابات، وفق وثيقة موجهة إلى الكونغرس تبرر الضربات الأمريكية المميتة ضد تلك السفن. ورفض رئيس لجنة نوبل التعليق على ما إذا كان ترامب قد يفوز بالجائزة مستقبلا، قائلا إن القرار بشأن المرشحين "يُتخذ بناء على ترشيحات العام المقبل."
وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة كانت قد اتخذت قرارها النهائي قبل إعلان اتفاق الهدنة وإطلاق سراح الرهائن في غزة بموجب المرحلة الأولى من مبادرة ترامب لإنهاء الحرب هناك، ما جعل إنجازه يأتي "متأخرا جدا" بالنسبة لجائزة هذا العام.
وتبلغ قيمة جائزة نوبل للسلام 11 مليون كرونة سويدية، أي نحو 1.2 مليون دولار، وسيتم تسليمها في أوسلو يوم 10 ديسمبر، في ذكرى وفاة مؤسس الجائزة الصناعي السويدي ألفريد نوبل عام 1895.