الخميس، 21 أغسطس 2025

لبؤات الأطلس على موعد مع التاريخ: نهائي قوي أمام نيجيريا لحسم أول لقب قاري


باتت لبؤات الأطلس على بعد خطوة واحدة من تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق في كرة القدم الوطنية، والتتويج بأول لقب قاري لهن، وذلك عندما يواجهن اليوم السبت المنتخب النيجيري على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، في نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات. هذه المباراة تشكل ثاني نهائي تخوضه الكتيبة الوطنية في تاريخها، بعد النهائي الأول في النسخة الماضية التي أقيمت بالمغرب، والذي انتهى بخسارة أمام منتخب جنوب إفريقيا (2-1)، لكن رغم مرارة تلك الهزيمة، فقد شكلت مؤشرا واضحا على التطور الكبير الذي شهدته كرة القدم النسوية المغربية.

وتسعى اللبؤات، بقيادة المدرب الإسباني خورخي فيلدا، إلى عدم تكرار سيناريو النسخة الماضية، وإهدار فرصة اللعب أمام جمهور مغربي متعطش للفرحة والتتويج القاري، في وقت تطمح فيه اللاعبات إلى كتابة فصل جديد في تاريخ اللعبة بالمغرب، والحفاظ على الكأس الإفريقية بالمغرب. ويأتي هذا الطموح الكبير بعد مسار ناجح خلال البطولة، حيث أطاحت زميلات غزلان الشباك بمنتخب غانا من نصف النهائي بركلات الترجيح (4-2)، بعدما انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل (2-2)، وفزن في ربع النهائي على منتخب مالي (3-1)، بعد تصدرهن المجموعة الأولى بسبع نقاط من فوزين على الكونغو الديمقراطية (4-2) والسنغال (1-0)، وتعادل مع زامبيا (2-2).

ويعكس هذا الأداء قوة المنتخب الوطني النسوي، الذي بات رقما صعبا في الكرة النسوية الإفريقية، خصوصا بعد مشاركته التاريخية في كأس العالم الأخيرة، إضافة إلى بلوغه النهائي القاري للمرة الثانية على التوالي. المدرب فيلدا، الذي سبق له قيادة منتخب بلاده إسبانيا للتتويج بكأس العالم، أكد أن بلوغ النهائي السابق "شكل خطوة كبيرة نحو الأمام ومنح اللاعبات ثقة إضافية"، مشددا على أن الهدف هذه المرة هو الظفر باللقب.

لكن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخب نيجيري يعتبر من أقوى المنتخبات قاريا وأكثرها تتويجا، إذ يسعى إلى إحراز لقبه العاشر في تاريخه، فضلا عن الثأر من الهزيمة التي ألحقها به المنتخب المغربي في نصف نهائي النسخة الماضية بركلات الترجيح (5-4). المنتخب النيجيري تأهل إلى النهائي بعد تصدره المجموعة الثانية بسبع نقاط من فوزين على تونس (3-0) وبوتسوانا (1-0) وتعادل مع الجزائر (0-0)، ثم فوزه العريض في ربع النهائي على زامبيا (5-0) وتفوقه في نصف النهائي على جنوب إفريقيا (2-1).

من جانبهن، تدرك اللبؤات المغربيات صعوبة المواجهة أمام خصم عنيد وصعب المراس، لكنهن يعولن على التجربة المكتسبة خلال السنوات الأخيرة وروح الفريق القتالية من أجل تحقيق حلم الملايين من المغاربة. وتبقى الآمال معلقة على عزيمة اللاعبات وإصرارهن في مواجهة الضغط الكبير وثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهن.

مباراة اليوم تشكل فرصة نادرة للمنتخب المغربي النسوي ليدخل تاريخ كرة القدم الإفريقية من أوسع أبوابه، ويواصل مسيرة الإنجازات التي باتت السمة الأبرز للرياضة الوطنية خلال السنوات الأخيرة. الجماهير المغربية، التي تستعد لملء مدرجات الملعب الأولمبي بالرباط، تنتظر لحظة رفع الكأس لأول مرة في تاريخ الكرة النسوية المغربية، في مشهد قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من النجاحات القارية والدولية.