يستعد الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM) وحركة مؤسسات فرنسا (MEDEF)، عبر نادي قادة الأعمال الفرنسي المغربي، لتنظيم منتدى اقتصادي رفيع المستوى بين المغرب وفرنسا بمدينة الداخلة غدا الخميس.
ويأتي هذا الحدث الاقتصادي البارز عقب الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، بدعوة من الملك محمد السادس، والتي أكد خلالها أن الحاضر والمستقبل في الصحراء المغربية يندرجان بشكل راسخ ضمن السيادة المغربية.
ولا يقتصر المنتدى على رمزيته السياسية، بل يهدف أساسا إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية المتينة بين البلدين، وترسيخ شراكة استراتيجية تمتد لعقود طويلة. اختيار الداخلة لاستضافة المنتدى يحمل دلالات استراتيجية واقتصادية قوية، إذ باتت المدينة الجنوبية منصة استثمارية صاعدة وبوابة للتجارة الإقليمية والقارية، تعكس دينامية الاقتصاد المغربي وانفتاحه على محيطه الإفريقي والأوروبي.
ويمثل هذا اللقاء بالنسبة لقادة الأعمال الفرنسيين فرصة مميزة لاستكشاف سوق واعدة تجمع بين الجاذبية الوطنية والدور المحوري بين أوروبا وإفريقيا، بما يفتح آفاقا جديدة للاستثمار والشراكات.
وسيشكل المنتدى منصة لتعزيز الشراكات القائمة واستكشاف فرص جديدة للتعاون بين المقاولات المغربية والفرنسية في مجالات متعددة تشمل الطاقات المتجددة، والبنيات التحتية واللوجستيك، والسياحة المستدامة، والفلاحة والأمن الغذائي، والخدمات الرقمية المبتكرة، إلى جانب التكوين وتنمية المهارات.
وأوضح المنظمون أن هذا الحدث يأتي ضمن رؤية طويلة الأمد لتعميق التعاون الاقتصادي الثنائي، مشيرين إلى أن المنتدى الذي عقد في أبريل 2024 بالرباط بمشاركة أكثر من 300 رجل أعمال مغربي وفرنسي أفرز إعداد "الكتاب الأبيض" الذي يشكل اليوم خارطة طريق للتعاون بين الجانبين.
وسيسهم منتدى الداخلة في تفعيل هذه الخارطة من خلال خلق فضاء عملي يتيح للقطاع الخاص تحويل الطموحات المشتركة إلى مشاريع ملموسة. ومن المنتظر أن يستقطب الحدث عددا كبيرا من الرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين وممثلي الحكومتين، مما يعكس الأهمية التي توليها الرباط وباريس للحوار الاقتصادي المباشر.
وبالتركيز على القطاعات المبتكرة والاستثمارات الاستراتيجية، يسعى المنتدى إلى تعزيز التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي العابر للحدود. وأكد الاتحاد العام لمقاولات المغرب وMEDEF أن الجهات الجنوبية للمملكة، وعلى رأسها الداخلة، باتت تمثل رافعة للنمو الاقتصادي وجاذبة للاستثمارات المحلية والدولية.
ويجسد هذا المنتدى التزام البلدين بتعاون طويل الأمد يروم توسيع المبادلات التجارية، وتشجيع الابتكار، وخلق فرص تنموية تصب في مصلحة المقاولات والمجتمعات على ضفتي البحر الأبيض المتوسط.