أعربت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة (ANCP) ومجموعة "أكديطال" الصحية عن رفضهما الشديد للتصريحات الأخيرة لوزير الصحة أمين تهراوي، التي تحدث فيها عن وجود دعم استثماري موجه إلى المصحات الخاصة.
واندلعت الجدل بعد تصريح الوزير أمام لجنة القطاعات الاجتماعية في البرلمان يوم 1 أكتوبر، حيث أعلن أنه طلب وضع حد لما سماه "الدعم الاستثماري الموجه للقطاع الخاص الصحي".
وفي رسالة مفتوحة وجهتها الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة إلى الوزير، عبرت عن "دهشتها" من هذه التصريحات، مؤكدة أن أيا من المصحات المنضوية تحت لوائها لم تتلق أي دعم عمومي لا على مستوى التجهيز ولا التشغيل. ودعت الجمعية إلى "الشفافية الكاملة"، مطالبة الوزير بتوضيح الأسس القانونية والتنظيمية التي يستند إليها في كلامه، ونشر لائحة المؤسسات التي استفادت من هذا الدعم إن وجدت.
وقالت الجمعية في رسالتها: "نطالب الوزير بتحديد النصوص القانونية أو التنظيمية التي تشير إلى هذه الإعانات، مع نشر اللائحة الكاملة للمؤسسات المعنية، ضمانا للشفافية تجاه المواطنين". وحذرت من أن مثل هذه التصريحات قد تثير البلبلة لدى الرأي العام وتقدم صورة مغلوطة عن قطاع خاص يساهم منذ عقود في دعم المنظومة الصحية الوطنية إلى جانب القطاع العام.
من جهتها، أصدرت مجموعة "أكديطال" بيانا نفت فيه بشكل قاطع تلقيها أي دعم استثماري من الدولة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وأكدت المجموعة، التي تعد أكبر شبكة للمصحات الخاصة في المغرب وتضم 4,293 سريرا موزعا على 41 مؤسسة في 24 مدينة، ويعمل بها أكثر من 8,700 مهني صحي، أنها تمول جميع مشاريعها من مواردها الذاتية، والقروض البنكية، ورؤوس الأموال التي تجمعها عبر سوق البورصة الوطنية.
وجاء في بيان المجموعة: "لم تستفد مجموعة أكديطال مطلقا من أي دعم استثماري عمومي أو حكومي، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة". وأضافت أن تقاريرها المالية الدورية والسنوية منشورة للعموم على مواقع الهيئة المغربية لسوق الرساميل (AMMC) وبورصة الدار البيضاء وموقع المجموعة نفسها، التزاما بالشفافية المالية الكاملة.
ورغم نفيها، ذكرت المجموعة بأنها تؤدي دورا وطنيا في تقريب الخدمات الصحية، من خلال انتشارها في جميع جهات المملكة، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية مثل العيون والداخلة وكلميم، والمدن المتوسطة كالرشيدية والصويرة والناظور. وأشارت إلى أن كل مصحة جديدة تتيح خلق أكثر من 200 فرصة عمل، معظمها لفائدة نساء شابات، وهو ما يجعلها تستوفي فعلا شروط الاستفادة من دعم الاستثمار وفقا لميثاق الاستثمار الجديد، لكنها تؤكد أنها لم تستفد منه.
وفي ختام بياناتهما، دعت كل من الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة ومجموعة "أكديطال" وزارة الصحة إلى نشر اللائحة الكاملة للمؤسسات الصحية التي يزعم أنها تلقت دعما استثماريا من الدولة، حرصا على توضيح الحقيقة وضمان الشفافية أمام المواطنين.