الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

خطة ترامب لغزة تفجر أزمة داخل الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل


بدأت بوادر انقسام داخل الائتلاف اليميني المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يهدد بعرقلة الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة وإعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط. ويواجه نتنياهو ضغوطا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، وسط رفض شديد من حلفائه القوميين المتطرفين الذين يعارضون خطة ترامب بشأن غزة، وهو ما قد يدفع إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل.

نتنياهو أعلن دعمه لخطة ترامب المكونة من عشرين بندا، التي تنص على نزع سلاح غزة واستبعاد حركة حماس من أي دور مستقبلي في إدارتها، مع السماح لعناصرها بالبقاء في القطاع شريطة نبذ العنف وتسليم أسلحتهم. وفي المقابل، أبدت حماس موقفا إيجابيا تجاه الخطة، معلنة استعدادها للتفاوض حول إطلاق سراح الأسرى، والمشاركة في "إطار وطني فلسطيني" لمناقشة مستقبل غزة.

إلا أن مجرد احتمال بقاء حماس على الساحة السياسية أثار غضب شركاء نتنياهو اليمينيين، حيث صرح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قائلا: "لا يمكننا بأي حال القبول بعودة التنظيم الإرهابي الذي جلب أكبر كارثة لدولة إسرائيل"، مهددا بالانسحاب من الحكومة إن تم القبول بمثل هذا السيناريو. وأضاف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن وقف الهجمات في غزة سيكون "خطأ جسيما" لأنه سيقوض موقف إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة، المتمثلة في تحرير الأسرى، والقضاء على حماس، ونزع سلاح القطاع.

ويمتلك بن غفير وسموتريتش 13 مقعدا في الكنيست من أصل 120، ما يجعل خروجهما المحتمل من الحكومة سببا كافيا لتفكك الائتلاف وإجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها المقرر في أكتوبر 2026. لكن في المقابل، فإن استمرار الحرب قد يثير غضب عائلات الأسرى ويزيد من معارضة الشارع الإسرائيلي المتعب من الصراع، فضلا عن الإضرار بعلاقات إسرائيل مع حلفائها الدوليين. كما أن ذلك قد يقضي على آمال توسيع "اتفاقيات أبراهام" لتشمل دولا عربية وإسلامية جديدة مثل السعودية أو إندونيسيا، إذ أكدت الرياض أنها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل قبل إنهاء الحرب ووجود مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية.

ترامب دعا إلى وقف القصف الإسرائيلي على غزة لتهيئة الأجواء أمام مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في القاهرة، تبدأ يوم الاثنين، للإفراج عن الأسرى المتبقين. غير أن الحكومة الإسرائيلية نفت وجود وقف لإطلاق النار، موضحة أن الجيش أوقف بعض الغارات "لدواع دفاعية"، بينما واصلت طائراته قصف القطاع، ما أدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين.

ورغم أن نتنياهو عرض خطة ترامب باعتبارها تتماشى مع أهداف الحكومة، إلا أن الخطة تفتقر إلى تفاصيل أساسية، خصوصا فيما يتعلق بالإطار الزمني لنزع سلاح حماس، كما أن الإشارة الغامضة إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية تثير حفيظة اليمين المتطرف.