الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

إسرائيل تعترض آخر سفينة في أسطول صمود المتوجه إلى غزة وتعتقل المئات


اعترضت البحرية الإسرائيلية اليوم الجمعة آخر سفينة ضمن قافلة مساعدات كانت تحاول الوصول إلى غزة المحاصرة، وذلك بعد يوم واحد من توقيف معظم السفن واعتقال نحو 450 ناشطا، من بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ. وأكد منظمو "قافلة صمود العالمية" أن السفينة "مارينيت" تم اعتراضها على بعد حوالي 79 كيلومترا من غزة، قبل أن يتم اقتيادها إلى ميناء أشدود.

وقال المنظمون إن القوات الإسرائيلية اعترضت "بشكل غير قانوني" جميع سفن القافلة البالغ عددها 42، والتي كانت تقل متطوعين ومساعدات إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة. وفي الوقت نفسه، انطلقت قافلة جديدة من 11 سفينة أخرى باتجاه القطاع، من بينها سفن تقل أطباء وصحفيين، وفق ما أظهرته بيانات التتبع الحي وصور مباشرة بثها الناشطون الذين رددوا شعارات "فلسطين حرة".

وبثت كاميرا من على متن "مارينيت" لحظة اقتراب سفينة حربية إسرائيلية وصعود الجنود إليها، وسط تعليمات للمسافرين بعدم التحرك ورفع الأيادي. ولم يصدر تعليق رسمي فوري من الخارجية الإسرائيلية بشأن وضع السفينة.

القافلة، التي أبحرت أواخر غشت، جاءت في سياق تحدي الحصار البحري المفروض على غزة منذ سنوات، في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية ضد القطاع منذ هجوم حماس في أكتوبر 2023. السلطات الإسرائيلية وصفت القافلة بأنها "استفزاز"، مؤكدة أنها حذرت المشاركين من دخول منطقة قتال، وعرضت نقل المساعدات إلى غزة بنفسها.

وأعلنت الخارجية الإسرائيلية الجمعة ترحيل أربعة إيطاليين قالت إنهم برلمانيون، فيما يجري ترحيل باقي المشاركين "في أسرع وقت ممكن". وأكدت أن جميع النشطاء "في صحة جيدة". وقد خرجت احتجاجات واسعة في عدة مدن أوروبية وآسيوية وأمريكية للتنديد باعتراض القافلة، كما شارك عشرات الآلاف من الإيطاليين في إضراب عام دعما لها.

وخلال زيارة لميناء أشدود، وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير النشطاء بـ"الإرهابيين"، في مشهد أثار جدلا واسعا بعد أن ظهر في فيديو وهو يشير إلى المعتقلين الجالسين على الأرض. في المقابل، ردد ناشطون شعارات "فلسطين حرة".

وفي قبرص، رست إحدى السفن المشاركة وعلى متنها 21 أجنبيا، بينهم أطباء وصحفيون، حيث صرح أحد أفراد الطاقم الفلسطينيين بأن "لا أحد يملك الحق في فرض القرصنة البحرية"، مؤكدا أن مهمتهم إنسانية بحتة.

وتواجه إسرائيل انتقادات واسعة النطاق بعد اعتراضها كل سفن القافلة واعتقال مئات النشطاء، في ظل استمرار الحرب التي خلفت أكثر من 66 ألف قتيل في غزة بحسب السلطات الصحية الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، تخوض إسرائيل معركة قضائية أمام محكمة العدل الدولية بعد اتهامها بارتكاب إبادة جماعية.