الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

المغرب وبريطانيا يرسمان ملامح شراكة استراتيجية جديدة


 

شهدت مدينة ليفربول، على هامش المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني، لقاء رفيع المستوى خصص لتسليط الضوء على الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين المغرب والمملكة المتحدة وآفاقها الواسعة. وحضر هذا اللقاء عدد من الشخصيات البارزة، من ضمنهم سفير المغرب في لندن حكيم حجوي، إلى جانب سفراء دول شقيقة وصديقة، حيث أشاد المتدخلون بالتقدم الكبير الذي حققه المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، مما جعله شريكا موثوقا وقوة استقرار وتنمية في المنطقة والقارة الإفريقية.

بن كولمان، المبعوث التجاري لرئيس الوزراء البريطاني إلى المغرب وغرب إفريقيا، أكد أن سنة 2025 شكلت محطة تاريخية في العلاقات بين المملكتين، خاصة بعد انعقاد الدورة الخامسة من الحوار الاستراتيجي الثنائي في الرباط. واعتبر أن هذا اللقاء يمثل مرحلة جديدة تعكس عمق الرؤية المشتركة بين البلدين. وأشاد كولمان بالدينامية والطموح الكبير الذي يميز المغرب، مؤكدا أن لندن تنظر إلى الرباط ليس فقط كشريك اقتصادي، بل كحليف طويل الأمد، معتبرا أن تنظيم كأس العالم 2030 سيشكل فرصة إضافية لتعزيز هذا التعاون.

من جانبه، أبرز النائب العمالي جو باول، رئيس مجموعة "أصدقاء المغرب" في البرلمان البريطاني، أن السنوات الأخيرة عرفت تعميقا ملحوظا للعلاقات الثنائية، مشددا على أهمية قرار لندن بدعم مبادرة الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي لقضية الصحراء المغربية. وأكد أن هذا الموقف يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ويفتح آفاقا واعدة للتعاون في مجالات الطاقات المتجددة، البنية التحتية، التعليم والدفاع.

أما السفير البريطاني السابق بالرباط، توماس رايلي، فقد اعتبر أن العلاقات بين لندن والرباط "أكثر متانة من أي وقت مضى"، مشيرا إلى الفرص الاستثمارية الكبيرة التي توفرها السوق المغربية، سواء على المستوى الداخلي أو كبوابة نحو القارة الإفريقية. وأشاد بالاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به المغرب وبعملية التحول التي يشهدها بقيادة الملك محمد السادس.

المداخلات الأخرى سلطت الضوء على المكانة التي بات المغرب يحتلها كلاعب إقليمي يحظى بالاحترام، وعلى مبادراته الاستراتيجية، من بينها "المبادرة الملكية للأطلسي"، التي تعكس التزام الرباط بتعزيز التعاون الإقليمي والتنمية المشتركة. كما تم التأكيد على أهمية انعقاد هذا اللقاء بالتزامن مع مؤتمر حزب العمال، ما يتيح للبرلمانيين وصناع القرار البريطانيين الاطلاع عن قرب على النجاحات التي يحققها المغرب كنموذج للإصلاح والنمو في إفريقيا.

اللقاء، الذي نظم بتعاون بين مجلس العمل للشرق الأوسط ومجموعة "أصدقاء المغرب" داخل حزب العمال، عرف مشاركة وفد برلماني مغربي، وجاء في سياق متواصل من تعزيز التعاون السياسي والحزبي بين الجانبين، في إطار شراكة حديثة وقوية تستند إلى قيم مشتركة ورؤية مستقبلية.