الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

المكتب الشريف للفوسفاط يحقق نموا قويا في النصف الأول من 2025


حققت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أداء ماليا قويا خلال النصف الأول من سنة 2025، مدعومة بارتفاع الصادرات وتزايد الطلب في أسواق رئيسية وتوسعها في حلول الأسمدة المخصصة. فقد بلغت إيرادات المجموعة 52,17 مليار درهم (5,45 مليار دولار)، بزيادة 21% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، فيما ارتفع هامش الربح الخام إلى 33,35 مليار درهم (3,48 مليار دولار). كما صعدت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك إلى 18,61 مليار درهم (1,94 مليار دولار) بنسبة هامش بلغت 36%، ما يعكس قدرة المجموعة على مواجهة تكاليف المواد الأولية، خاصة الكبريت، عبر تحسين الكفاءة والمرونة الصناعية.

وعلى الرغم من تراجع الاستثمارات إلى 15,16 مليار درهم (1,58 مليار دولار) مقارنة بـ19,75 مليار درهم (1,97 مليار دولار) في السنة السابقة، فإن الربع الثاني من العام عرف قفزة كبيرة، حيث ارتفعت الإيرادات إلى 30,57 مليار درهم (3,27 مليار دولار) مقابل 23,66 مليار درهم (2,36 مليار دولار) في الربع الثاني من 2024. وأكد مصطفى التراب، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة، أن هذه النتائج تعكس قدرة المكتب على التكيف مع التحولات العالمية، مشيرا إلى ارتفاع حجم الأسمدة المخصصة مثل الفوسفاط الثلاثي (TSP) بنسبة 69%.

وشهدت السوق العالمية للفوسفاط والأسمدة ضغوطا في العرض مقابل طلب متزايد خلال النصف الأول من العام، إذ عززت البرازيل وارداتها من الأسمدة منخفضة الفوسفاط، فيما برزت الهند كأكبر مشتر للفوسفاط الثلاثي، ما دعم استراتيجية التصدير للمجموعة. كما ارتفع الطلب من أوروبا والأرجنتين وإفريقيا وبنغلاديش وإندونيسيا، في حين تراجعت الواردات الأمريكية بسبب قيود حكومية. وارتفعت عائدات الأسمدة بنسبة 16%، بينما قفزت عائدات خام الفوسفاط بـ125%، في حين سجلت مبيعات الحامض الفوسفوري تراجعا بـ14%.

على مستوى المنتجات المتخصصة، واصل قسم "المنتجات والحلول الخاصة" (SPS)، الذي تأسس سنة 2022، نموه اللافت محققا 3,76 مليار درهم (393 مليون دولار) من عائدات الصادرات في النصف الأول، مستفيدا من ارتفاع المبيعات في جميع الفئات. كما عزز المكتب حضوره في أوروبا عبر رفع حصته في شركة "غلوبال فيد" الإسبانية إلى 75%.

وفي مجال التمويل الأخضر، واصل المكتب الشريف للفوسفاط تأمين موارد ضخمة لبرنامجه الاستثماري الأخضر بقيمة 13 مليار دولار. ففي أبريل 2025، أصدر سندات دولية بقيمة 1,75 مليار دولار لآجال خمس وعشر سنوات، والتي لاقت طلبا فاق المعروض بأكثر من أربع مرات، في إشارة إلى ثقة المستثمرين في استراتيجية المجموعة. كما وقع اتفاقيات تمويلية أخرى بقيمة 365 مليون يورو مع الوكالة الإيطالية "ساكي" و350 مليون يورو مع الوكالة الفرنسية للتنمية، لتوجيهها نحو مشاريع الطاقات النظيفة وتدبير المياه وإنتاج الأمونيا الخضراء.

وشهد مجمع الجرف الأصفر الكيميائي دخول أول خط إنتاج بمشروع مركز الفوسفاط الثلاثي حيز التشغيل في يوليوز 2025، مع برمجة خط ثان في مارس 2026. كما شرع في تشغيل وحدة جديدة لمعالجة الحامض الفوسفوري بتقنية التبلور المشترك. وعلى صعيد مشاريع المناجم، تواصل أشغال برنامج "مزندا مسكالة" بكل من مناجم لوتا وبنجرير، إضافة إلى ورش بناء وحدات جديدة لإنتاج الحامض الفوسفوري والكبريتي.

وبخصوص الاستدامة، تمكن المكتب من إنجاز خط أنابيب لنقل المياه المحلاة من الجرف الأصفر إلى خريبكة، مع توسيع طاقته التحلية بـ50 مليون متر مكعب سنويا، ما يقربه من تحقيق هدفه بالاعتماد الكامل على المياه غير التقليدية بحلول 2025. وبلغت السيولة النقدية للمجموعة 23,25 مليار درهم (2,58 مليار دولار) مع نهاية يونيو 2025، فيما استقر الدين الصافي عند 101,22 مليار درهم (11,22 مليار دولار).

وتتوقع المجموعة أن تظل الأسس السوقية مواتية خلال النصف الثاني من العام، مع انخفاض المخزونات لدى الدول المستوردة واستمرار ظروف مناخية داعمة للطلب. كما ستعزز قيود التصدير الصينية موقع المكتب كمورد عالمي رئيسي، مدعوماً بقدرات إنتاجية جديدة وحلول مبتكرة ضمن استراتيجيته الممتدة نحو الحياد الكربوني بحلول 2040.