قامت سفيرة المغرب بفرنسا، سميرة سطايل، أمس الثلاثاء، إلى جانب نظرائها من السفراء العرب، بزيارة جماعية إلى سفارة دولة فلسطين في باريس للتعبير عن "الدعم والتضامن" مع القضية الفلسطينية في ظل استمرار المجازر الدموية. وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتراف بلاده الرسمي بدولة فلسطين، وهو الموقف الذي طال انتظاره.
تصريحات ماكرون جاءت في وقت تتواصل فيه جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، من خلال القتل الجماعي والقصف العنيف والتهجير القسري. وأكد الرئيس الفرنسي أن الاعتراف بدولة فلسطين يشكل واجبا أخلاقيا وضرورة سياسية.
وبحسب بيان نشرته السفارة المغربية في فرنسا على منصة "إكس"، فإن "سفراء الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ومن بينهم سميرة سطايل، عبروا في هذه اللحظة التاريخية عن دعمهم وتضامنهم مع سفيرة فلسطين بباريس". وأرفق البيان بصورة تظهر السفراء ملتفين حول السفيرة الفلسطينية وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية.
ويمثل اعتراف فرنسا بدولة فلسطين خطوة تاريخية وإن كانت رمزية، إلا أنها تعكس تحولا في الموقف الأوروبي التقليدي الداعم لإسرائيل. فالجرائم الإسرائيلية أودت بحياة عشرات الآلاف، وأغرقت غزة في الخراب، فيما اكتفت العواصم الغربية على مدى عقود بالشعارات الفارغة وغض الطرف عن المآسي الإنسانية.
ويرى مراقبون أن خطاب ماكرون كسر هذا النمط الراسخ من التواطؤ، وفتح الباب أمام مسار جديد في أوروبا يواجه بشكل مباشر السياسات الإسرائيلية القائمة على الإبادة والاقتلاع. لكن الرمزية وحدها لا تكفي لوقف المجازر أو إعادة إعمار ما دُمر، بل يجب أن تتحول الكلمات إلى أفعال، عبر إنهاء الإفلات من العقاب وضمان أن يكون قيام الدولة الفلسطينية واقعا ملموسا وليس مجرد إشارة دبلوماسية.
وفي ظل تصعيد إسرائيل لعدوانها على غزة، فإن الصمت الدولي يصبح شكلا من أشكال التواطؤ، ما يستدعي من باقي العواصم الغربية تجاوز نصف الحلول والانضمام إلى جبهة دولية حقيقية لوقف نزيف الدم الفلسطيني.