الخميس، 21 أغسطس 2025

اختتام الدورة 17 لبرنامج "مصالحة": مقاربة علمية وإنسانية لمكافحة التطرف العنيف


أعلن أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء ورئيس مركز مصالحة، أن عدد المستفيدين من البرنامج التأهيلي "مصالحة"، الموجه لنزلاء قضايا التطرف والإرهاب، بلغ منذ انطلاقه 390 مستفيدا، وذلك خلال حفل اختتام الدورة السابعة عشرة من البرنامج، الذي احتضنه السجن المحلي بسلا، اليوم الجمعة، بحضور عدد من المسؤولين والخبراء والمؤطرين.

وأوضح عبادي أن الدورة الحالية شملت 26 نزيلا، مبرزا أن البرنامج يقوم على ثلاثة أبعاد رئيسية، وهي المصالحة مع الذات تحت إشراف مختصين في علم النفس، والمصالحة مع المجتمع بإشراف خبراء قانونيين وحقوقيين لتعريف النزلاء بالمؤسسات والتشريعات، والمصالحة مع النص الديني، وهو البعد الذي يشرف عليه علماء متمكنون لتفكيك المغالطات التأويلية التي تُستغل في استقطاب الأفراد نحو التطرف، مؤكدا أن الرجوع إلى العلماء يمثل الحصانة الفاعلة في مواجهة الفكر المتشدد.

من جهته، أكد عبد الواحد جمالي الإدريسي، المنسق العام لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، أن برنامج "مصالحة" يتميز بتنوع مقاربته وتعدد المتدخلين فيه، مشيرا إلى أن العمل لا يقتصر على المقاربة الأمنية الصلبة، بل يتكامل معها من خلال مقاربة ناعمة تعتمد الحوار وفك الارتباط مع الخطاب العنيف.

بدوره، شدد هشام ملاطي، مدير الشؤون الجنائية والعفو ورصد الجريمة بوزارة العدل، على أهمية هذا البرنامج في السياسة الجنائية المغربية، معتبرا إياه آلية لتوسيع فرص الإفراج وتمهيد طريق الاندماج المجتمعي، خصوصا في ضوء ما يوفره من معارف قانونية متعلقة بالإرهاب على المستويين الوطني والدولي.

وفي شهادات بعض النزلاء، عبر "ي.غ"، الطالب الجامعي في شعبة القانون، عن الأثر الإيجابي الذي تركه البرنامج في تصوره للعلم الديني، مؤكدا أن الفهم السليم هو السبيل للتطبيق السليم، داعيا إلى تحصين الذات من الفكر المتطرف عبر المعرفة الرصينة والرجوع إلى العلماء. أما "م.ب"، الحاصل على ثلاث إجازات جامعية، فقد تحدث عن التحول العميق الذي شهده بفضل البرنامج، خاصة في المجالات الدينية والقانونية التي لم يكن ملما بها من قبل.

وقد تخلل حفل الاختتام عرض فيديو يوثق لحصيلة الدورة وشهادات المشاركين، إلى جانب فقرات فنية وثقافية من إبداع النزلاء، شملت فنون المديح والسماع والراب، ليُختتم الحفل بتوزيع شهادات المشاركة.

ويواصل مركز مصالحة توسيع مجالات تدخله من خلال برامج متعددة ضمن استراتيجيته لمحاربة التطرف داخل الفضاء السجني. من بين هذه المبادرات برنامج تأهيلي خاص باليافعين دون سن العشرين، استفاد منه 19 نزيلا، وبرنامج التمنيع من التطرف العنيف الموجه إلى سجناء الحق العام ويستهدف 22 ألف نزيل، فضلا عن برنامج المحاضرات العلمية الذي شمل 345 مستفيدا، وبرنامج "مواكبة" الذي يخص 79 نزيلا من خريجي "مصالحة" عبر أربعة محاور تشمل الدعم النفسي، التأهيل الديني، المواكبة الاجتماعية والاقتصادية، والتوعية بالمسرح.

كما أطلق المركز حديثا بوابته الإلكترونية الرسمية لتعزيز تواصله مع الجمهور وإتاحة الإطلاع على أنشطته المختلفة والمنشورات العلمية ذات الصلة باستراتيجيته في مكافحة التطرف العنيف.