قبل أسابيع من الاجتماع الحاسم المرتقب في مجلس الأمن الدولي خلال أكتوبر المقبل، كشفت قناة الحرة الأمريكية الرسمية عن تفاصيل لقاء جمع أواخر يوليوز في الجزائر بين مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص بإفريقيا، مسعد بولوص، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وخلال هذا اللقاء، دعا بولوص تبون إلى إقناع قيادة جبهة البوليساريو بقبول مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المغرب لحل نزاع الصحراء.
المصدر ذاته أوضح أن الولايات المتحدة ومعها عدة دول غربية ترى أن استمرار النزاع حول الصحراء، إلى جانب القطيعة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، يهددان استقرار المنطقة، ويعرقلان التعاون في مواجهة المخاطر الأمنية في الساحل، كما يعيقان فرص التكامل الاقتصادي والأمني في شمال إفريقيا. وأضاف أن الموقف المتشدد للجزائر بخصوص هذا الملف يمثل التحدي الأكبر، أكثر من رفضها تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وبينما جدد تبون خلال الأشهر الأخيرة تمسكه بمساندة ما سماه "حق الشعب الصحراوي"، فإنه لم يتردد في التأكيد على أن الجزائر ليست ضد وجود إسرائيل في المنطقة. فقد صوتت بلاده الأسبوع الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يعترف بحق إسرائيل في الوجود إلى جانب دولة فلسطينية مستقبلية. كما ذكر في تصريح سابق بأن رؤساء الجزائر السابقين الشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة سبق أن عبروا عن الموقف نفسه، مؤكدا أن التطبيع مع إسرائيل سيتم "في اليوم الذي تقوم فيه الدولة الفلسطينية".
وعلى الصعيد العسكري، تشهد العلاقات الجزائرية الأمريكية تقاربا ملحوظا في الأشهر الأخيرة. ففي يناير الماضي، وقع قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) الجنرال مايكل لانغلي اتفاق تعاون عسكري مع رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة. ومؤخراً، التقى قائد العمليات الخاصة في أفريكوم الجنرال كلود ك. تيودور في الجزائر مع قائد القوات البرية الجزائرية اللواء مصطفى سماعي.