الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

المغرب يضيع أبطاله.. إسحاق ناضر يتوج باسم البرتغال


في سباق 1500 متر ببطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو، توج البرتغالي ذو الأصول المغربية إسحاق ناضر ابن اخ اللاعب الدولي حسن ناضر بالميدالية الذهبية بعد نهاية مثيرة حسمها بفارق لا يتجاوز جزءين من الثانية أمام منافسه البريطاني. الأداء المذهل لناضر يعد فخرا للمغاربة، لكنه يكشف في الوقت ذاته أزمة حقيقية تواجه ألعاب القوى المغربية، وهي ضياع المواهب الوطنية لصالح دول أخرى بسبب ضعف الدعم والتنظيم.

منذ تولي عبد السلام أحيزون رئاسة الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، لوحظ تراجع ملموس في أداء المنتخب الوطني. المنتخب فقد نجومه الشباب الذين كانوا قادرين على المنافسة العالمية، حيث اختار العديد منهم تمثيل دول أوروبية بحثا عن فرص أفضل، بسبب البطء الإداري، نقص الدعم المادي والمعنوي، وعدم توفر برامج احترافية لتأهيل النخبة. خلال العقد الأخير، أكثر من خمسة عشر عداء مغربيا موهوبا حملوا جنسيات دول أخرى وشاركوا باسمها في البطولات الكبرى، بينما المنتخب المغربي ظل بعيدا عن منصات التتويج.

تسلط تجربة إسحق ناضر الضوء على المشكلة الإستراتيجية الكبرى التي تواجه الرياضة المغربية: المواهب المميزة ليست مضمنة في بيئة محفزة داخل وطنها. الفشل في تطوير برامج فعالة لاكتشاف المواهب، ضعف التحفيز المادي والمعنوي، وتأخر دمج العدائين الشباب ضمن برامج النخبة أدى إلى فقدان الثقة في إمكانية النجاح داخل المغرب. على سبيل المثال، لم يحقق أي عداء مغربي دون سن الخامسة والعشرين ميدالية عالمية منذ 2015، بينما كانت السنوات السابقة تشهد وصول ثلاثة إلى أربعة عدائين مغاربة سنوياً إلى منصات التتويج الدولية.

هذا الواقع يظهر أن فوز ناضر ليس مجرد إنجاز فردي، بل تحذير واضح للجامعة المغربية وأصحاب القرار: استمرار فقدان المواهب لصالح دول أخرى يعني استمرار تراجع المغرب على الساحة الدولية. المطلوب إصلاح شامل يشمل توفير برامج تدريبية واستشفائية متكاملة، دعم مادي ومعنوي للعدائين الشباب، تسريع إدماجهم في برامج المنتخب الوطني، والتعامل الاستراتيجي مع قضية التجنيس لضمان ولاء العدائين للمغرب.