استقبل المغرب العميد جاكوب ميدلتون، القائد العام لقوات الفضاء الأمريكية في إفريقيا، في أول نشاط رسمي له مع الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي.
ورغم الطابع البروتوكولي الظاهر للزيارة، إلا أنها تحمل أبعادا أعمق تؤشر على تحول نوعي في مسار الشراكة المغربية الأمريكية، من التعاون العسكري التقليدي إلى الانخراط في جبهة جديدة تتعلق بالفضاء والأمن السيبراني. فمنذ توقيع اتفاقية التعاون الدفاعي الممتدة بين الرباط وواشنطن، عزز المغرب موقعه كأحد أبرز الحلفاء الأمنيين للولايات المتحدة في المنطقة.
وإذا كانت مناورات الأسد الإفريقي والتنسيق الاستخباراتي قد رسخت هذا الدور، فإن إدراج الفضاء ضمن جدول التعاون يعكس وعيا متزايدا بأن الأمن القومي في القرن الحادي والعشرين لم يعد مرتبطا بالأرض وحدها، بل يتجاوزها إلى الأقمار الاصطناعية وأنظمة المراقبة الفضائية. فالمغرب، الذي استثمر في أقمار استطلاعية متقدمة، يرى في هذه الشراكة فرصة لتعزيز قدراته التكنولوجية، بينما تراهن واشنطن على موقعه الجيوستراتيجي واستقراره السياسي لمد نفوذها في إفريقيا.
إن حضور ميدلتون في الرباط ليس مجرد زيارة تعريفية، بل هو رسالة مزدوجة: الأولى موجهة إلى الداخل المغربي، تؤكد أن البلاد تدخل مرحلة جديدة من التعاون العسكري عالي التقنية. والثانية إلى الخارج، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز تموقعها في مواجهة القوى المنافسة داخل القارة.
وإذا كانت السنوات الماضية قد كرست المغرب كحليف ميداني في مكافحة الإرهاب والتدريب العسكري، فإن المرحلة المقبلة تبدو مرشحة لفتح الباب أمام شراكة متعددة الأبعاد تجعل من الرباط منصة إقليمية للتعاون الفضائي والدفاعي، وهو تحول يعكس بوضوح انتقال العلاقة من الأرض إلى الفضاء