الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

كيف سيغير سد فاصك وجه جهة كلميم واد نون؟


تمثل المنشآت المائية الكبرى بالمغرب إحدى الركائز الأساسية لضمان الأمن المائي وتعزيز التنمية الفلاحية، وفي هذا الإطار يبرز سد "فاصك" كأحد المشاريع الواعدة التي ستغير ملامح جهة كلميم وادنون. يقع السد على بعد ثلاثين كيلومترا شرق مدينة كلميم، ويستقبل حاليا الحمولات المائية القادمة من واد الصياد، ما يمنحه أهمية استراتيجية في تدبير الموارد المائية بالمنطقة.
 
أشغال إنجاز هذه المنشأة انتهت في مارس 2024، لتضاف إلى سلسلة من المشاريع الكبرى التي تراهن عليها المملكة لمواجهة التحديات المناخية وضمان استدامة الفلاحة، باعتبارها قطاعا حيويا لساكنة الجهة. ومن المنتظر أن يشكل السد رافعة قوية للنشاط الفلاحي عبر توفير مياه الري، وتثمين الأراضي الزراعية، وتشجيع الاستثمار في مجالات مرتبطة بالمنتوجات المحلية، إضافة إلى دوره في تحسين ظروف عيش الساكنة القروية.
 
ويندرج سد فاصك ضمن برنامج التنمية المندمجة لجهة كلميم–واد نون، وهو البرنامج الذي وقع أمام أنظار الملك محمد السادس بمدينة الداخلة سنة 2016. ويعكس هذا المشروع رؤية ملكية واضحة تقوم على جعل الماء في صلب السياسات العمومية، وتحويل الجهات الجنوبية إلى فضاءات جذب اقتصادي، مستفيدة من بنيات تحتية قوية قادرة على مواجهة ندرة الموارد الطبيعية.
 
إلى جانب دوره الفلاحي، يتوقع أن يساهم السد في تعزيز الحماية من الفيضانات وتنظيم الجريان المائي، بما يضمن استقرار الأنشطة الاقتصادية والساكنة المجاورة. كما يمثل فرصة لدعم استراتيجيات التنمية المستدامة عبر حسن استغلال الموارد المائية وتحقيق التوازن بين متطلبات النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة