الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

مشروع ألواح شمسية عائمة بسد واد رمل لتقليص تبخر المياه وتوليد الطاقة


يواصل المغرب ريادته في مجال الطاقات المتجددة على مستوى إفريقيا والعالم العربي، حيث تشير معطيات الإدارة الأمريكية للتجارة الدولية إلى أن القدرة الإجمالية المركبة من مصادر الطاقة المتجددة بلغت 4550 ميغاواط، أي ما يمثل 38.2% من إجمالي القدرة الكهربائية المثبتة. ويطمح المغرب إلى رفع هذه النسبة إلى 56% بحلول سنة 2030، باستثمار يناهز 3 مليارات دولار.

ويمتلك المغرب حاليا ما يقارب واحد جيغاواط من الطاقة الشمسية المركبة، فيما فازت شركة "أكوا باور" السعودية بصفقة لإنشاء محطة جديدة بطاقة 800 ميغاواط. وفي موازاة ذلك، يساهم التعاون بين الشركة الإيطالية "إيكوبروجيتي" ونظيرتها المغربية "ألمادين" في إنتاج ما يعادل جيغاواط واحد من الألواح الشمسية سنويا داخل المملكة، جزء كبير منها مخصص للتصدير نحو دول إفريقية مستفيدة من الرسوم الجمركية المخفضة داخل الاتحاد الإفريقي، وهو ما يمنح المغرب موقعا تنافسيا في مواجهة الصين.

ويخوض المغرب تجربة رائدة في مجال الطاقة الشمسية العائمة "Floatovoltaic"، إذ تم تركيب أكثر من 400 منصة عائمة للألواح الشمسية، بهدف إنتاج الكهرباء والحد من تبخر المياه في ظل المناخ الحار والجاف الناتج عن التغير المناخي. ومن أبرز المشاريع في هذا الإطار، إطلاق خطة لتغطية خزان سد واد رمل بسيدي اليمني قرب مدينة طنجة بألواح شمسية عائمة.

ويُتوقع أن تُسهم هذه المبادرة في تقليص تبخر المياه بنسبة تصل إلى 30%، إذ يخسر الخزان يوميا نحو 3000 متر مكعب من المياه، ويتضاعف هذا الرقم خلال فصل الصيف. المشروع يشمل تركيب 22 ألف لوحة شمسية تغطي مساحة 25 هكتارا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 13 ميغاواط، وهي طاقة كافية لتزويد ميناء طنجة المتوسط بالكهرباء وتقليص بصمته الكربونية وتعزيز استقلاليته الطاقية.

وستُسهم الألواح العائمة أيضا في تبريد المياه تحتها، ما يرفع من كفاءتها مقارنة بالألواح الأرضية. كما تخطط السلطات لتشجير محيط السد للحد من تأثير الرياح التي تزيد من التبخر.

ويأتي هذا في وقت يواجه فيه المغرب أزمة جفاف ممتدة منذ سبع سنوات، تفاقمت بفعل ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن التغير المناخي. وتشير التقديرات إلى أن البلاد فقدت في سنة واحدة ما يعادل 600 مسبح أولمبي يوميا بسبب التبخر، بعدما كان معدل التساقطات في ثمانينيات القرن الماضي يصل إلى 18 مليار متر مكعب سنويا، مقابل 5 مليارات متر مكعب فقط اليوم.