الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

المغرب يطلق أول استراتيجية في المنطقة لحماية الطيور الجارحة وممرات هجرة الطيور


أطلقت الوكالة الوطنية للمياه والغابات بالمغرب، بشراكة مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، الاستراتيجية الوطنية لحماية الطيور الجارحة 2024-2034، وذلك على هامش تنظيم الملتقى الأول لعلم الطيور بجبل موسى شمال المملكة. وتُعد هذه الاستراتيجية الأولى من نوعها في المنطقة، وتهدف إلى حماية 12 نوعا من الطيور الجارحة المقيمة والمهاجرة، من بينها العقاب الملتحي، والنسر المصري، وعقاب بونلي، والعقاب الذهبي، إضافة إلى النسر الأسمر الذي عاد للتكاثر بالمغرب بعد غياب دام أربعين سنة.

ويكتسي هذا المشروع أهمية خاصة بالنظر إلى موقع المغرب على واحد من أهم المسارات العالمية لهجرة الطيور بين أوروبا وإفريقيا، حيث يمر سنويا أكثر من 300 ألف طائر جارح، تواجهها أخطار متعددة مثل الصعق الكهربائي بخطوط الجهد العالي، والاصطدام بالتوربينات الهوائية، وتدهور المواطن الطبيعية، وخطر التسميم والصيد غير المشروع.

وتسعى الاستراتيجية، التي أُعدت بتعاون بين مختلف القطاعات والمؤسسات العلمية والجمعيات الفاعلة والفاعلين المحليين، إلى وقف تراجع أعداد هذه الأنواع عبر خطة عمل متكاملة. وتشمل هذه الخطة الحد من الوفيات المرتبطة بالبنى التحتية الطاقية، تعزيز حماية المواطن الطبيعية وتحسين موارد الغذاء، إضافة إلى تكثيف البحث العلمي والرصد الميداني. كما سيُعتمد على شبكة من مراكز رعاية الطيور الجارحة لإعادة تأهيل الأنواع المهددة وإطلاقها مجدداً في الطبيعة.

وتطمح الاستراتيجية إلى أن يشهد عام 2034 تحسنا ملحوظا في وضعية الطيور الجارحة المتكاثرة بالمغرب، مع جعل المملكة ممرا آمنا للهجرة بين أوروبا وإفريقيا في انسجام بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

وأكد زهير أمهاوش، رئيس قسم المنتزهات الوطنية والمناطق المحمية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن المغرب "يؤكد ريادته في مجال حماية الأنواع المهددة وصون الطيور الجارحة باعتبارها مؤشرا للتوازن البيئي وإرثا طبيعيا مشتركا بين ضفتي المتوسط".

من جهته، شدد ماهر محجوب، مدير مركز التعاون من أجل المتوسط التابع للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، على أن هذه المبادرة "تجسد التزامنا بدعم بلدان المتوسط في جهودها لوقف فقدان التنوع البيولوجي وتحقيق أهداف الإطار العالمي كونمينغ-مونتريال".

ويكتسي إطلاق هذه الاستراتيجية طابعا رمزيا لكونه تزامن مع اليوم العالمي للتوعية بالنسور 2025، وهو حدث عالمي يهدف إلى إبراز أهمية هذه الكائنات في الحفاظ على صحة النظم البيئية. وبذلك يصبح المغرب أول بلد في المنطقة يعتمد إطارا استراتيجيا يمتد لعشر سنوات مخصصا للطيور الجارحة، في خطوة نوعية تعزز حماية ثروته الطبيعية وتدعم التعاون الإقليمي في هذا المجال.