الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

تمرد داخلي يهز جبهة البوليساريو: منصة موالية تنشر افتتاحية تهاجم قيادة غالي


تشهد جبهة البوليساريو أزمة غير مسبوقة داخل صفوفها، بعد أن شنت منصة ECSAHARAUI، وهي وسيلة إعلامية صحراوية ناطقة بالإسبانية طالما ارتبطت بخط الحركة الانفصالي، هجوما لاذعا على قيادة الجبهة.

الافتتاحية، التي حملت عنوانا صادما: "المؤتمر السادس عشر للبوليساريو، القشة التي قصمت ظهر البعير"، وصفت قيادة إبراهيم غالي و"الحرس القديم" بالعاجزة والفاسدة، متهمة إياهم بتحويل "القضية الوطنية إلى قضية شخصية"، وإضعاف الحركة الانفصالية سياسيا إلى مستويات وصفتها الصحيفة بـ"الميتة".

واعتبرت المنصة أن البوليساريو فقدت خلال العقود الأخيرة كل ما كانت تملكه من مصداقية وقدرة على التعبئة والتأثير، سواء داخل المجتمع الصحراوي أو لدى المنتظم الدولي، بسبب قرارات "مرتجلة" وأخطاء "كارثية" منذ اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991. كما شددت على أن غالي وحكومته يفتقرون لأي روح إصلاح أو تجديد، مؤكدة أن الرأي العام يعتبرهم "منتهيي الصلاحية سياسيا".

ولم تتردد الافتتاحية في اتهام القيادة الحالية بغياب الديمقراطية وتكريس "الفساد المؤسسي" واستعمال "خطاب وطني سامّ" قبل كل مؤتمر للحفاظ على مواقعها دون تقديم أي نتائج ملموسة. كما حذرت من عوامل تهدد بقاء الجبهة، أبرزها الهشاشة المؤسسية، تآكل الثقة الاجتماعية، والأزمة العميقة في الشرعية.

وفي سياق متصل، يرى بعض المراقبين أن هذه "الانتفاضة الإعلامية" قد لا تكون تلقائية بالكامل، بل ربما بتوجيه من المؤسسة العسكرية الجزائرية، والتي بعد إخفاقاتها الدبلوماسية، تسعى إلى إعادة ترتيب بيت البوليساريو من الداخل عبر الدفع نحو تغيير القيادة.

الأزمة لم تتوقف عند حدود الإعلام، إذ أطلق مثقفون ودبلوماسيون صحراويون سابقون يوم 10 ماي عريضة نارية حمّلوا فيها "الأمانة الوطنية ومكتبها الدائم" مسؤولية الوضع الخطير الذي تعيشه الحركة، داعين إلى عقد مؤتمر استثنائي قبل شتنبر 2025، وفتح صفحة جديدة بقيادة "كفؤة ومنسجمة" قادرة على تلبية تطلعات الساكنة.

كل هذه الإشارات تبرز مدى متانة الموقف المغربي الذي عبر أكثر من مرة عن رغبته في رؤية حل سلمي ومستدام للنزاع في الصحراء المغربية، عبر تقديم مقترح للحكم الذاتي يضمن للسكان المحليين حقوقهم كاملة.