أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، مهدي المشاط، مقتل رئيس وزراء حكومة صنعاء وعدد من الوزراء في غارة جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة اليمنية، لتكون أول عملية من نوعها تطال مسؤولين رفيعي المستوى في الجماعة.
وأوضح المشاط، في تصريح أمس السبت، أن الهجوم الذي وقع الخميس أسفر أيضا عن إصابة آخرين بجروح، دون أن يحدد هوياتهم، بينما لم يُعرف ما إذا كان وزير الدفاع الحوثي محمد العاطفي بين الضحايا.
وكانت إسرائيل قد أكدت أن الغارة استهدفت رئيس أركان الجماعة ووزير دفاعها ومسؤولين آخرين، مشيرة إلى أنها تتحقق من نتائج العملية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الضربة تشكل "ضربة ساحقة للحوثيين"، مؤكدا أن "ما حدث ليس سوى البداية".
رئيس الوزراء أحمد غالب الرحوي، الذي عُيّن قبل عام، كان يُعتبر شخصية رمزية أكثر منها نافذة داخل قيادة الحوثيين، إذ كان نائبه محمد مفتاح يدير فعليا شؤون الحكومة، وقد كُلّف رسميا بالقيام بمهامه عقب مقتله.
وأكدت مصادر لوكالة "رويترز" أن وزراء الطاقة والخارجية والإعلام كانوا من بين القتلى. وتشير المعلومات إلى أن الغارة استهدفت مواقع تجمع فيها كبار مسؤولي الجماعة لمتابعة خطاب مسجل لزعيمها عبد الملك الحوثي.
يُذكر أن الرحوي كان حليفا للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح قبل أن يلتحق بصفوف الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء في 2014، وهو الحدث الذي فجّر حربا أهلية مستمرة منذ عقد. ومنذ ذلك الحين، ظل اليمن منقسما بين حكومة الحوثيين في صنعاء وحكومة مدعومة من السعودية في عدن.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد المواجهة بين إسرائيل والحوثيين منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، حيث صعّدت الجماعة هجماتها على الملاحة في البحر الأحمر وأطلقت صواريخ باتجاه إسرائيل، في حين ردت الأخيرة بسلسلة ضربات على مواقع يسيطر عليها الحوثيون، منها ميناء الحديدة الحيوي.
ورغم مقتل عدد من قادتها، أكد المشاط في خطاب متلفز أن موقف الحوثيين "سيبقى كما هو حتى ينتهي العدوان ويرفع الحصار"، متوعدا بالانتقام.