برز المغرب كأول وجهة لصادرات الغاز الطبيعي الإسباني خلال النصف الأول من سنة 2025، بعدما استورد 858 جيغاواط ساعة، أي ما يعادل 35.5 في المئة من إجمالي صادرات إسبانيا من الغاز، وهو ما يعكس تحولا أساسيا في موازين الطاقة بالمتوسط. وتجاوزت واردات المغرب بكثير واردات فرنسا التي لم تتعد 354 جيغاواط ساعة، بنسبة 14.6 في المئة فقط من الصادرات الإسبانية، في مؤشر على متانة الروابط الطاقية بين الرباط ومدريد وتعاظم مكانة المغرب كفاعل إقليمي في مجال الانتقال الطاقي وأمن التزود.
وحسب ما أوردته وكالة "أوروبا بريس" الكتالونية، فإن هذا التطور يبرز استفادة المغرب من موقع إسبانيا كمنصة أوروبية لتوزيع الغاز. وقد بلغ إجمالي صادرات الغاز الإسبانية في شهر يونيو 2415 جيغاواط ساعة مسجلة انخفاضا بنسبة 40 في المئة على أساس سنوي، حيث شكلت الإمدادات عبر الأنابيب 52.1 في المئة، فيما مثل الغاز الطبيعي المسال 47.9 في المئة. وخلال سنة كاملة بلغت الصادرات التراكمية 41181 جيغاواط ساعة بتراجع سنوي نسبته 17.1 في المئة.
كما أظهرت واردات إسبانيا تحولا جغرافيا ملحوظا، إذ ارتفعت الإمدادات من أمريكا الوسطى والجنوبية بنسبة 93.6 في المئة ومن أمريكا الشمالية بنسبة 26.1 في المئة ومن إفريقيا بنسبة 18.9 في المئة، بينما تراجعت التدفقات القادمة من أوروبا وأوراسيا بـ57.2 في المئة دون تسجيل أي واردات من آسيا والمحيط الهادي أو من الشرق الأوسط. وظلت الجزائر المزود الرئيسي لإسبانيا بعدما صدرت 12038 جيغاواط ساعة في يونيو، بما يمثل 43.6 في المئة من الواردات، تلتها الولايات المتحدة بـ4134 جيغاواط ساعة بنسبة 15 في المئة، ثم روسيا بـ3268 جيغاواط ساعة بنسبة 11.8 في المئة. وبلغ إجمالي الواردات الإسبانية في يونيو 25173 جيغاواط ساعة بزيادة 3.7 في المئة مقارنة مع السنة الماضية نتيجة ارتفاع واردات الغاز الطبيعي المسال بـ19 في المئة مقابل تراجع إمدادات الأنابيب بـ20.8 في المئة.
ويفتح تموقع المغرب كأول زبون استراتيجي للغاز الإسباني المجال أمام تعزيز التعاون التقني والاستراتيجي بين البلدين، بما قد يمهد لبناء شراكة أورومتوسطية جديدة تقوم على مبدأ الاعتماد المتبادل والتكامل التكنولوجي والقدرة على مواجهة الاضطرابات الدولية.