في خطوة علمية غير مسبوقة، تمكن فريق من الباحثين الصينيين من تطوير نظام مراقبة يعمل بتقنية الليزر، قادر على التقاط تفاصيل دقيقة لا تتجاوز 1.7 ملم من مسافة تصل إلى 62 ميلا (أكثر من 100 كيلومتر). هذه التكنولوجيا الثورية، التي تتفوق على كل الأنظمة العالمية المعروفة، تستطيع حتى التعرف على ملامح الوجه من المدار الأرضي المنخفض ورصد الأقمار الصناعية العسكرية بدقة فائقة.
الابتكار يعتمد على تقنية Synthetic Aperture Lidar، التي تستخدم أشعة الليزر بدل العدسات التقليدية لرسم خرائط دقيقة للبيئة. وخلال تجربة أجريت عند بحيرة تشينغهاي في شمال غرب الصين، نجح العلماء في التقاط تفاصيل ميليمترية على بعد 102 كيلومتر، في إنجاز يتفوق بمئة مرة على أفضل كاميرات التجسس المتاحة حاليا.
ولتحقيق هذا المستوى من الدقة، استخدم الباحثون مصفوفة ميكرو-عدسات متطورة وسعّت الفتحة البصرية من 17 ملم إلى نحو 69 ملم، إضافة إلى وحدة ليزر عالية التردد تجاوزت 10 جيغاهرتز، ما سمح بقياس المسافات بدقة جراحية تصل إلى 15 ملم فقط.
ويفتح البعد الاستراتيجي للتكنولوجيا الجديدة آفاقا واسعة أمام القدرات التجسسية للصين، إذ يتيح لها ليس فقط مراقبة الأرض من الفضاء، بل أيضا متابعة تفاصيل الأقمار الصناعية الأجنبية بدقة قد تصل إلى قراءة أرقامها التسلسلية.
مع ذلك، يقر الخبراء بوجود تحديات لا تزال قائمة، أبرزها تأثر جودة الصور بالظروف الجوية وصعوبة تتبع الأهداف المتحركة بدقة على هذه المسافات الشاسعة. وهو ما يجعل التطبيق العسكري المباشر للتكنولوجيا بحاجة إلى المزيد من التطوير.