الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

"هيومن رايتس واتش": متمردو "M23" المدعومون من رواندا قتلوا مئات المدنيين في شرق الكونغو خلال شهر يوليوز


أصدرت منظمة "هيومن رايتس واتش" تقريرا صادما كشفت فيه أن متمردي حركة "M23" المدعومة من طرف رواندا ارتكبوا مجازر أودت بحياة ما لا يقل عن 140 شخصا في شرق الكونغو الديمقراطية خلال يوليوز الماضي فقط، مرجحة أن العدد الحقيقي قد يتجاوز 300 قتيل، في تأكيد لما كانت قد أشارت إليه الأمم المتحدة.

واستند التقرير إلى شهادات ناجين ووصف تفاصيل مروعة لعمليات القتل. إذ روت إحدى النساء كيف شاهدت متمردي الحركة يذبحون زوجها بالمناجل، قبل أن يتم إجبارها مع نحو 70 امرأة وطفلا على السير طوال اليوم حتى ضفة نهر، حيث أُجلسوا ثم أطلق المسلحون النار عليهم. وأوضحت الناجية أنها سقطت في النهر ونجت بأعجوبة.

كما قال شاهد آخر إنه رأى من بعيد مقتل زوجته وأطفاله الأربعة الذين تراوحت أعمارهم بين تسعة أشهر وعشر سنوات، بعدما عجز عن العودة في الوقت المناسب لإنقاذهم. 

للإشارة، فقد وقعت المجازر في 14 قرية ومنطقة زراعية قرب حديقة فيرونغا الوطنية، وأغلب الضحايا كانوا من عرقية الهوتو، إضافة إلى بعض المنتمين لعرقية ناندي، وفق التقرير.

تأتي هذه التطورات بعد أيام من توقيع رواندا والكونغو اتفاق سلام برعاية أميركية في 27 يونيو، وهو الاتفاق الذي كان قد أنعش الآمال بوقف نزيف الدم المستمر منذ سنوات، فيما ترى الخارجية الكونغولية أن هذه الانتهاكات تضع علامات استفهام على جدية الأطراف في الالتزام بالسلام، خاصة مع استمرار المفاوضات في الدوحة.

هذا وقد نفت حركة "M23" ضلوعها في المجازر، حيث كتب مسؤولها بنيامين مبونيمبا على منصة "إكس" أن المناطق التي تسيطر عليها الحركة تُدار بشكل جيد، وأن الاتهامات الموجهة إليها لا أساس لها.

أخيرا، دعت "هيومن رايتس واتش" مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والحكومات إلى توسيع العقوبات، والضغط من أجل محاسبة الجناة، كما طالبت رواندا بالسماح بدخول خبراء أمميين ومستقلين لإجراء تحقيقات جنائية في المناطق الخاضعة لسيطرة "M23".