دافع الرئيس الجنوب إفريقي السابق، ورئيس حزب رمح الأمة (أومكونتو وي سيزوي)، جاكوب زوما، عن مغربية الصحراء خلال محاضرة ألقاها في جامعة الدراسات المهنية بأكرا، ضمن فعاليات النسخة الثامنة من المحاضرة السنوية حول القيادة.
ونوّه زوما بالموقف الغاني من قضية الصحراء، معتبرا دعم غانا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية أساسا واقعيا لتسوية النزاع ومواجهة الأطروحات الانفصالية. وقال: "قد يختلف البعض معي، لكنني أقول: لا يجب تقسيم أفريقيا لخدمة مصالح الغرباء. لقد ولى عهد بلقنة القارة لخدمة أجندات خارجية. ومن خلال إعطاء الأولوية للاستقرار والتكامل، عادت غانا إلى صدارة القيادة الإفريقية الشاملة"، على حد تعبيره.
ولم يكتفِ زوما بإعلان دعمه لمغربية الصحراء، بل شدّد على أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تمثل الحل الوحيد الواقعي والعملي لإنهاء النزاع بشكل يضمن الاستقرار الإقليمي ويخدم مشروع الوحدة الإفريقية.
وتأتي هذه التصريحات بعد العاصفة التي أثارتها زيارته إلى المغرب في يوليوز الماضي، والتي اعتبرها مراقبون بمثابة اختراق دبلوماسي مغربي غير مسبوق داخل المشهد السياسي بجنوب إفريقيا، البلد المعروف بمواقفه التقليدية الداعمة للأطروحة الانفصالية. وقد زادت حدة الجدل حين استُعمل علم جنوب أفريقيا خلال استقباله من طرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وهو ما دفع بريتوريا إلى توجيه احتجاج رسمي.
لم تكن تصريحات الرئيس الجنوب إفريقي السابق، جاكوب زوما، في أكرا مجرد موقف عابر في محاضرة أكاديمية. الرجل الذي يقود اليوم حزب رمح الأمة، تجاوز حدود الجدل النظري عندما دافع صراحة عن مغربية الصحراء، وأشاد بمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي والعملي الوحيد لتسوية النزاع، مؤكدا أن تقسيم إفريقيا لخدمة الغرباء أصبح جزءا من الماضي.
هذا الموقف يكتسب وزنا سياسيا مضاعفا، لأن زوما نفسه ينتمي إلى بلد طالما ارتبط بدعم الأطروحة الانفصالية، وكان أحد أبرز حلفاء "البوليساريو" داخل الاتحاد الإفريقي. لكن زيارته إلى المغرب في يوليوز الماضي، وما رافقها من إعلان صريح لمساندة حزب رمح الأمة لمغربية الصحراء، مثّلت بحسب محللين اقتحاما سياسياً ودبلوماسيا مغربيا داخل جنوب إفريقيا، الدولة التي ظلت لعقود إحدى أكثر الساحات صعوبة على الدبلوماسية المغربية .