يشهد قطاع غزة موجة نزوح جديدة مع تصاعد المخاوف من هجوم بري وشيك على مدينة غزة، بعد تكثيف القصف الإسرائيلي على أحيائها الشرقية. آلاف الغزاويين غادروا منازلهم متجهين غربا وجنوبا، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من كارثة إنسانية أعمق في حال توسيع العمليات العسكرية.
تزامنا مع بداية النزوح، خرجت مظاهرات حاشدة في إسرائيل هي الأكبر منذ بداية الحرب، طالب فيها مئات الآلاف بالتوصل إلى اتفاق يوقف القتال ويؤدي إلى إطلاق سراح نحو 50 أسيرا ما زالوا محتجزين في غزة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن مدينة غزة تمثل “آخر معاقل حماس الكبرى”؛ فيما حذر الجيشُ من أن أي هجوم واسع قد يعرض حياة الأسرى للخطر ويدخل قواته في حرب شوارع طويلة الأمد.
من جانبها، كثفت مصر وقطر وساطتهما سعيا إلى هدنة جديدة، ووصفت مصادر قريبة من محادثات القاهرة هذه الجهود بأنها “الفرصة الأخيرة”. وأشارت مصادر إلى أن حماس أبدت استعدادها لبحث هدنة تمتد 60 يوما مقابل إطلاق نصف الأسرى، بينما ترفض الشروط الإسرائيلية المتعلقة بنزع سلاحها أو إخراج قادتها من غزة.
وامتدت الاحتجاجات إلى داخل غزة نفسها، حيث دعت نقابات مهنية إلى مسيرات يوم الخميس للمطالبة بوقف الحرب وتسريع المفاوضات. وفي ظل شح المساعدات واستمرار القيود على دخول المواد الإغاثية، حذرت منظمات إنسانية من مجاعة تتفاقم، مع تسجيل وزارة الصحة في غزة وفاة 263 شخصا، بينهم 112 طفلا، جراء الجوع وسوء التغذية منذ بداية الحرب.