قال عمدة مدينة الجزيرة الخضراء، خوسيه إغناسيو لاندالوسي، إن قرار الولايات المتحدة بتحويل مسار السفن التجارية من ميناء الجزيرة الخضراء نحو ميناء طنجة المتوسط يعود إلى "قرارات خاطئة" اتخذتها وزارة الخارجية الإسبانية، خصوصا فيما يتعلق بحظر رسو بعض السفن الأميركية التي قيل إنها تحمل أسلحة لإسرائيل، وهو ما نفاه المسؤول الإسباني.
وأوضح لاندالوسي، في تصريحات إذاعية نقلتها الصحافة الإسبانية، أن هذا القرار الأمريكي يضرب اقتصاد المنطقة ويضعف موقع ميناء الجزيرة الخضراء في التجارة الدولية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ليست مفاجئة بل نتيجة تراكم سنوات من السياسات الخاطئة.
وأكد أن تحويل مسار السفن القادمة من الساحل الشرقي للولايات المتحدة والمتجهة نحو آسيا والشرق الأوسط يضع الميناء الإسباني في منافسة صعبة، ويؤثر على التشغيل والاقتصاد في محيط خليج جبل طارق، داعيا الحكومة الإسبانية إلى اتخاذ "قرارات استراتيجية حكيمة" والتنسيق مع واشنطن لتفادي مزيد من الخسائر.
ويأتي هذا الموقف بعد تقرير لصحيفة ABC الإسبانية أشار إلى أن المغرب أصبح حليفا استراتيجيا أساسيا للولايات المتحدة في العالم العربي وإفريقيا، وهو ما انعكس في مجالات عدة بينها النقل البحري. وذكرت الصحيفة أن العلاقات تعززت بشكل لافت منذ توقيع الاتفاق الثلاثي في 10 ديسمبر 2020، الذي بموجبه استأنف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل مقابل اعتراف أمريكي بسيادة المملكة على الصحراء، في إطار اتفاقات أبراهام.
وبموجب الاتفاق، التزمت واشنطن بزيادة دعمها العسكري للمغرب وفتح قنصلية أمريكية في الداخلة، ما عزز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الدينامية استمرت في عهد الرئيس جو بايدن، وانعكست في تفضيل الولايات المتحدة تحويل جزء من نشاطها البحري من الجزيرة الخضراء إلى طنجة المتوسط.
وذكرت صحيفة ABC أن ميناء طنجة المتوسط، الذي يبعد 45 كلم عن مدينة طنجة، أصبح في السنوات الثلاث الأخيرة الأكبر في حوض المتوسط من حيث حجم المناولة، متقدما على الجزيرة الخضراء، بفضل رؤية الملك محمد السادس الذي دشن المشروع سنة 2007. ففي عام 2024، عالج الميناء المغربي 142 مليون طن من البضائع و10,2 مليون حاوية، مقابل 103 ملايين طن و4,7 مليون حاوية فقط في الجزيرة الخضراء.
وأضافت الصحيفة أن فرض الاتحاد الأوروبي رسوما بيئية على الموانئ الأوروبية الكبرى، مثل الجزيرة الخضراء وروتردام وأنتويرب، في حين تُعفى منها الموانئ الواقعة جنوب المتوسط، يمنح طنجة المتوسط أفضلية تنافسية إضافية، مما جذب كبريات شركات الملاحة العالمية. كما يسعى المغرب إلى تكرار هذا النجاح عبر مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط الذي يتجاوز حجم استثماراته 700 مليون يورو، والمتوقع أن يبدأ نشاطه أواخر 2026.