الخميس، 21 أغسطس 2025

قمة ترامب وبوتين في ألاسكا: ود متبادل بين القائدين.. لكن لا وقف للحرب في الأفق


انتهت القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، والتي جرت أطوارها أمس الجمعة، دون التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا، رغم تصريحات الجانبين بأنها كانت "مثمرة".

وقدم الطرفان القمة التي استمرت ثلاث ساعات على أنها محاولة لتحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار في أخطر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن لم تصدر عنها أي خطوات ملموسة. حيث قال ترامب عقب اللقاء: "حققنا بعض التقدم، لكن لا يوجد اتفاق حتى يصبح اتفاقا"، مؤكدا أن الهدف يبقى وقف القتال.

وبعد الاجتماع، كشف ترامب في مقابلة مع "فوكس نيوز" أنه يسعى إلى ترتيب لقاء بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد يحضره بنفسه، مضيفا أن كييف "تحتاج إلى التوصل إلى صفقة". أما بوتين فقد شدد على ضرورة أن يتعامل الأوكرانيون وحلفاؤهم الأوروبيون مع "التقدم الجاري" بشكل بنّاء، مؤكدا في الوقت نفسه أن جميع "الهواجس المشروعة لروسيا" يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ضمن أي تسوية.

وعلى الرغم من أجواء الود التي ميزت الاستقبال الرسمي بين ترامب وبوتين، فإنهما اكتفيا بتصريحات مقتضبة للصحافة دون السماح بطرح الأسئلة. غياب التفاصيل عزز الانطباع بأن الاجتماع لم يحقق اختراقا جوهريا، لكنه منح بوتين انتصارا معنويا بمجرد حصول اللقاء، في وقت يواجه فيه عزلة غربية.

في تصريحاته، حرص بوتين على إظهار انفتاح على الحوار مع واشنطن، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة وأن الوقت حان لتصحيح المسار. كما تحدث عن إمكانات التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين موسكو وواشنطن، معتبرا أن الاتفاقات الأولية مع ترامب يمكن أن تشكل "نقطة انطلاق" نحو علاقات أكثر براغماتية.

ورغم نبرة التفاؤل، بقيت حقيقة واحدة ماثلة: القمة لم تُسفر عن وقف للحرب، وترامب غادر ألاسكا من دون إنجاز يمكن أن يعزز صورته كصانع صفقات كبرى. لكن يمكن اعتبار القمة بداية لمرحلة المفاوضات الطويلة التي من شأنها إنهاء القتال في أوكرانيا.