الخميس، 21 أغسطس 2025

إنجاز طبي غير مسبوق في إفريقيا: المغرب ينجح في زراعة كلية بين فصائل دم غير متطابقة


أعلنت مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة بالدار البيضاء عن إنجاز طبي غير مسبوق على مستوى إفريقيا، تمثل في إجراء أول عملية ناجحة لزراعة كلية بين متبرع ومتلقٍ غير متطابقين في فصيلة الدم ABO.

هذا التقدم الطبي الكبير جاء نتيجة تنسيق دقيق بين عدة تخصصات، شملت التخدير والإنعاش، وأمراض الكلى، والمسالك البولية، وأمراض الدم، والبيولوجيا الطبية والمناعية، إضافة إلى مركز محمد السادس لتحاقن الدم، وفريق جراحة الأوعية الدموية، بدعم علمي من الخبير الفرنسي في زراعة الكلى غير المتوافقة في فصائل الدم، البروفيسور ليونيل روستينغ.

وأكد البروفيسور عبد البر أوباعز، مدير عام أحد مستشفيات المؤسسة، أن العملية تشكل سابقة وطنية وقارية، وأن نجاحها تحقق بفضل الكفاءات الطبية المغربية والإمكانات التقنية والتنظيمية للمؤسسة. وأوضح أن التحدي الأكبر في مثل هذه العمليات هو الإعداد المسبق للمريض، والذي يتطلب تعاونا متعدد التخصصات.

وأشار أوباعز إلى أن التدخل الجراحي تم بالكامل على يد فريق مغربي، وأن حالة المريضة مستقرة وتظهر تحسنا ملحوظا، مما يفتح آفاقا جديدة لعلاج مرضى الفشل الكلوي الذين لا يجدون متبرعين متوافقين في فصيلة الدم.

من جهته، أوضح الدكتور رمضاني بنيونس، مدير تخصص أمراض الكلى بالمؤسسة، أن نحو ربع المرضى المرشحين لزراعة الكلى يواجهون مشكلة عدم تطابق فصائل الدم ABO، مشيرا إلى أن المريضة خضعت لتحضير دام شهرا ومتابعة دقيقة خلال المرحلة الحرجة بعد العملية. وأضاف: "نحن الآن في اليوم السادس عشر بعد الزرع، المريضة تتمتع بوظيفة كلوية طبيعية وتوقفت نهائيا عن تصفية الدم".

ويكرس هذا الإنجاز التزام مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة بتطوير طب متقدم يخدم المغرب والقارة، من خلال توسيع إمكانية الوصول لزراعة الأعضاء وتجاوز قيود التوافق المناعي التقليدية.