اعتقلت الشرطة القضائية المغربية سيدة (ابتسام لشكر)، مساء الأحد، على إثر نشرها صورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ترتدي فيها قميصا يحتوي على عبارات مُسيئة للدين الإسلامي وللذات الإلهية، مما أثار غضبا واسعا على الصعيد الوطني، سواء من طرف المواطنين العاديين أو من طرف شخصيات عمومية معروفة كوزير العدل السابق مصطفى الرميد، الذي خرج في تدوينة على منصة فيسبوك يندد فيها بهذه الإساءة البليغة للذات الإلهية.
وأفادت مصادر قضائية أن وكيل الملك بمحكمة الاستئناف في الرباط أصدر أمرا بالاحتفاظ بها لأجل التحقيق، نظرا إلى "استعجالية الوضع"، في انتظار استكمال إجراءات الدعوى العمومية. وتواجه لشكر، التي تعد من مؤسسي "الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية" (MALI)، تهما بموجب المادة 267.5 من القانون الجنائي المغربي، التي تُجرم "الإساءة للدين الإسلامي"، وقد تصل العقوبات إلى السجن من ستة أشهر إلى سنتين، وغرامة مالية تُقدر بمئات الآلاف من الدراهم.
وأثارت هذه الحادثة جدلا حادا داخل الساحة الإعلامية والسياسية في البلاد، إذ اعتبرها البعض طعنا في "الثوابت الدينية والأخلاقية"، بينما رآها آخرون اختبارا جديدا لحدود حرية التعبير والدين والدولة في المغرب الحديث. وسيتعين على القضاء تحديد ما إذا كانت حرية التعبير تبرر مثل هذه التصريحات أم أن القانون الجنائي يحدد القيود المفروضة على ما يُعد تجاوزا لحرمة مقدسات وقيم المجتمع المغربي.