الخميس، 21 أغسطس 2025

إلباييس الإسبانية: المغرب يستقبل دعما أميركيا متزايدا واستثمارات بمليارات في الصحراء


أثار مقال نشرته النسخة الإنجليزية لصحيفة “إلباييس” الإسبانية اهتماما واسعا بعدما تناول رسائل سياسية واقتصادية متشابكة تخص المغرب والولايات المتحدة، في ظل تطورات ملف الصحراء المغربية والعلاقات المغربية الجزائرية.

المقال ركز على خطاب العرش الأخير الذي وجه فيه الملك محمد السادس دعوة للجزائر إلى فتح مفاوضات من أجل حل "دون غالب ولا مغلوب" لقضية الصحراء، وهي المبادرة التي قابلتها الجزائر بالصمت. توقيت هذا الخطاب تزامن مع جولة في المنطقة للمستشار الأميركي مسعد بولوص، المعروف بقربه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث زار الجزائر لبحث فرص التعاون الاقتصادي وتعزيز الاستقرار الإقليمي، غير أنه عاد إلى واشنطن دون المرور بالرباط كما كان مقررا.

وأبرز المقال أن واشنطن، عبر مؤسسة التمويل الأميركية للتنمية الدولية، بصدد الموافقة على استثمارات كبرى تصل قيمتها إلى 5 مليارات دولار في الأقاليم الجنوبية للمغرب، تشمل مجالات الطاقة المتجددة والمعادن النادرة وتربية الأحياء المائية والسياحة، وذلك بالشراكة مع مؤسسات مغربية.

وذكر المقال أيضا أن استثمارات مشابهة يجري بحثها من قبل شركات خليجية، من بينها شركة الطاقة الإماراتية “طاقة” التي تدرس تنفيذ مشاريع بقيمة قد تصل إلى 10 مليارات دولار لإنتاج الطاقة الخضراء وتصديرها نحو أوروبا. في المقابل، لا تزال مشاريع أوروبية مثل الفندق الإسباني في الداخلة معلقة، فيما أعلنت وكالة التنمية الفرنسية عن خطة استثمارية بقيمة 150 مليون يورو لربط الداخلة بالشبكة الكهربائية الوطنية.

“إلباييس” اعتبرت أن دعوة الملك للحوار مع الجزائر تأتي في ظل وضع دولي داعم للموقف المغربي، حيث تحظى خطة الحكم الذاتي بتأييد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا. المقال أشار إلى الرسالة التي وجهها ترامب للملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، والتي جدد فيها اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء وتأييدها لمقترح الحكم الذاتي.

كما نقل المقال تصريحات بولوص لقناة “العربية”، والتي أكد فيها رغبة واشنطن في تعزيز العلاقات بين المغرب والجزائر، مشيرا إلى أن اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء لا يغلق باب الحوار بل يهدف إلى تسريع الوصول إلى حل متوافق عليه.

الصحيفة أوضحت أن الخلاف حول الصحراء كان ولا يزال سببا رئيسيا لتجميد اتحاد المغرب العربي منذ عقود، وأن مبادرة الملك هذه المرة حملت نبرة جديدة تدعو إلى "حل توافقي يحفظ كرامة الجميع"، رغم استمرار تحفظ الإعلام الجزائري وغياب أي رد رسمي من السلطات في الجزائر.

بهذا المقال، تبرز “إلباييس” التداخل بين التحركات السياسية والاقتصادية في المنطقة، وتؤكد أن الانفتاح الأميركي على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية المغربية، في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الجزائرية جمودا، قد يكون مؤشرا على مرحلة جديدة تحمل أبعادا اقتصادية وجيوسياسية واسعة.