الخميس، 21 أغسطس 2025

اتفاقية "رامسار".. المغرب يتصدى لمشروع قرار تقدمت به الجزائر ضد الوحدة الترابية 


تصدى المغرب لمشروع قرار تقدمت به الجزائر، كان يهدف إلى المساس بالوحدة الترابية من خلال اقتراح شطب بعض مواقع رامسار الواقعة بالأقاليم الجنوبية. جاء ذلك خلال احتضان مدينة فيكتوريا فولز بزيمبابوي، من 23 إلى 31 يوليوز المنصرم، أشغال الدورة ال15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية "رامسار" بشأن المناطق الرطبة (COP15)، والتي شهدت مشاركة ممثلي أكثر من 170 طرفا متعاقدا، بهدف تعزيز آليات الحكامة والارتقاء بمستوى حماية المناطق الرطبة على الصعيد العالمي.
 
وأوضح بلاغ للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن بعض الدول حاولت توظيف الطابع العلمي والبيئي للاتفاقية لأغراض سياسية. وتمكن المغرب، بكل صرامة ومسؤولية، من الدفاع عن احترام المبادئ الأساسية لاتفاقية رامسار. 
 
وأبرز المصدر ذاته، أن المملكة رفضت في هذا الصدد، بشكل قاطع مشروع قرار تقدمت به الجزائر، كان يهدف إلى المساس بالوحدة الترابية للمغرب من خلال اقتراح شطب بعض مواقع رامسار الواقعة بأقاليمه الجنوبية، وهي على التوالي : واد الساقية الحمراء (العيون)، ساحل أفتيسات (بوجدور)، خليج الداخلة، وسبخة إمليلي (وادي الذهب). 
 
وشدد البلاغ على أن هذه المناورة السياسية قد "باءت بالفشل، بفضل التعبئة الدبلوماسية الفعالة للمغرب والدعم الواسع من الأطراف المتعاقدة، حيث تم رسميا سحب مشروع القرار. وقد جددت غالبية الدول الأعضاء دعمها لموقف المملكة، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على حياد اتفاقية رامسار ورفض أي محاولة لتسييس مضامينها"، معتبرا أن هذا الإنجاز يعزز مصداقية المغرب كفاعل مسؤول ومنخرط في القضايا البيئية العالمية. 
 
من جهة أخرى أشارت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن المملكة المغربية برزت خلال هذا المؤتمر عبر مشاركتها الفعالة ومساهمتها المتميزة، ما يجسد التزامها الراسخ بحماية المناطق الرطبة وصون التنوع البيولوجي، مضيفة أن من بين النتائج البارزة لهذه الدورة، المصادقة على الخطة الاستراتيجية رامسار 2025-2034، التي تشكل مرجعا أساسيا يتماشى مع أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي. وتهدف الخطة بحسب الوكالة إلى وضع رؤية طموحة لضمان المحافظة المستدامة على المناطق الرطبة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها، وعلى رأسها التغير المناخي، والتلوث، والضغط العمراني. 
 
ويواصل المغرب تعزيز وتوسيع شبكة مواقع رامسار على امتداد ترابه الوطني، ويضم حاليا 38 موقعا ذا أهمية دولية، تمتد من مضيق جبل طارق إلى المناطق الصحراوية، حيث تتميز هذه المواقع بأنظمتها الإيكولوجية الغنية بالتنوع البيولوجي وأهميتها البالغة في دعم المسارات الدولية لهجرة الطيور.
 
وقد اختتمت أشغال الدورة ال15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية "رامسار" بشأن المناطق الرطبة (COP15)، بانتخاب المغرب عضوا في اللجنة الدائمة لاتفاقية رامسار للفترة 2025-2028، كممثل لشمال إفريقيا.