فازت شركة “أكوا پاور” السعودية بعقدي تطوير مشروعي الطاقة الشمسية “نور ميدلت 2” و“نور ميدلت 3” في المغرب، وذلك في خطوة جديدة تعزز موقع المملكة كأحد رواد الطاقات المتجددة في المنطقة. ويشمل كل مشروع محطة للطاقة الشمسية بقدرة 400 ميغاواط مدمجة مع أنظمة تخزين البطاريات بطاقة إجمالية تبلغ 602 ميغاواط/ساعة، ما سيمكن من توفير الكهرباء في ساعات ذروة الاستهلاك وتعزيز مرونة الشبكة الكهربائية، إضافة إلى تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 1.2 مليون طن على مدى عمر المشروعين.
وسيتم تنفيذ المشروعين وفق نموذج البناء والامتلاك والتشغيل (BOO) مع عقد لشراء الطاقة يمتد لثلاثين عاما مع الوكالة المغربية للطاقة المستدامة “مازن”، والذي من المنتظر توقيعه قريبا. هذا النموذج يعكس توجه المغرب نحو حلول طاقية مرنة وقابلة للتوزيع تعتمد على مزيج الطاقة الشمسية والتخزين، بما يسهم في تعزيز أمن الطاقة والتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.
وقد تمكنت “أكوا پاور” من حسم المنافسة بفضل عرضها السعري المتميز الذي تضمن عددا كبيرا من دورات التخزين المجانية، ما منحها الأفضلية على عروض شركات عالمية مثل “إنجي” و“EDF” الفرنسيتين و“مصدر” الإماراتية. في مشروع "نور ميدلت 3" تحديدا، قدمت الشركة أقل تكلفة مستوية للكهرباء، ما منحها التفوق في المنافسة على العقدين الآخرين معا.
هذه المشاريع الجديدة تضاف إلى محفظة “أكوا باور” المتنامية في المغرب، حيث تدير الشركة حاليا محطات الطاقة الشمسية “نور I وII وIII” و“نور PV I” في ورزازات والعيون وبوجدور، إضافة إلى مزرعة “خلادي” للرياح في طنجة. وبإطلاق مشروعي “نور ميدلت 2 و3”، ستتجاوز القدرة الإجمالية المركبة للشركة في المغرب 1.5 جيغاواط، ما يجعلها أكبر مستثمر خاص في قطاع الطاقات المتجددة بالمملكة.
وتعتبر مشاريع “ميدلت” جزءا محوريا من خطة المغرب لتحقيق 52% من إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، مع مساهمة مرتقبة للطاقة الشمسية بحوالي 4,500 ميغاواط، إلى جانب 4,200 ميغاواط من طاقة الرياح و1,300 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية. وستقام هذه المشاريع ضمن مركب شمسي مخصص ومجهز بالبنية التحتية اللازمة التي توفرها “مازن”، بما في ذلك الطرق وشبكات المياه والاتصالات.
ومن المتوقع إغلاق التمويل النهائي للمشروعين في عام 2026، على أن تنطلق أشغال البناء مباشرة بعد ذلك، ليواكب المغرب خططه الطموحة لترسيخ موقعه كأحد أبرز مراكز الطاقة النظيفة على مستوى المنطقة والعالم.