الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

مباحثات مرتقبة بين نتنياهو وترامب لحسم ملامح المرحلة الثانية في غزة


أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد أن المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة باتت قريبة، غير أنه شدد على أن عدة قضايا مركزية ما زالت بحاجة إلى الحسم، من بينها مسألة نشر قوة أمنية متعددة الجنسيات في القطاع. وأوضح نتنياهو، خلال تصريحاته إلى جانب المستشار الألماني فريدريش ميرتس في القدس، أنه سيجري مباحثات مهمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية الشهر لبحث سبل ضمان تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة.

وكان مكتب نتنياهو قد أعلن في نونبر أن ترامب وجّه إليه دعوة لزيارة البيت الأبيض "في المستقبل القريب"، رغم أنه لم يتم الإعلان عن موعد محدد. وقال نتنياهو إنه سيبحث مع ترامب كيفية إنهاء حكم حركة حماس في غزة، في وقت يدخل فيه وقف إطلاق النار بين الجانبين شهره الثاني، وسط تبادل الاتهامات بخرق الاتفاق.

وشدد نتنياهو على أهمية ضمان التزام حماس ليس فقط بوقف إطلاق النار، بل أيضا بـ "تعهدها" بنزع السلاح وجعل غزة منزوعة السلاح بالكامل. واحتفظت إسرائيل، في المرحلة الأولى من خطة ترامب، بالسيطرة على 53 في المئة من غزة، مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الفصائل في القطاع والإفراج عن معتقلين فلسطينيين.

وتبقى آخر رهينة لم تسلم وهي تعود لشرطي إسرائيلي قتل في السابع من أكتوبر 2023 خلال مواجهات مع مسلحين من غزة. وقال نتنياهو "سنخرجه". ومنذ بدء وقف إطلاق النار في أكتوبر، أعادت الفصائل المسلحة تنظيم صفوفها في باقي مناطق غزة.

وفيما يتعلق بالمرحلة الثانية، تنص الخطة على انسحاب إضافي للقوات الإسرائيلية بالتوازي مع إنشاء سلطة انتقالية في غزة ونشر قوة متعددة الجنسيات تعمل على نزع سلاح حماس وبدء إعادة الإعمار. وقد تم إنشاء مركز للتنسيق الدولي داخل إسرائيل، غير أن الخطة لا تتضمن أي آجال زمنية، فيما يشير مسؤولون مشاركون في المفاوضات إلى تعثر جهود التقدم.

وقال نتنياهو إن "الأسئلة المطروحة كثيرة: ما هو الجدول الزمني؟ وما هي القوى التي ستنتشر؟ وهل ستكون هناك قوات دولية؟ وإن لم تكن، فما البدائل؟"، معتبرا هذه القضايا جوهرية في النقاشات الجارية. من جهته، قال ميرتس إن ألمانيا مستعدة للمساهمة في إعادة إعمار غزة، لكنها تنتظر نتائج لقاء نتنياهو بترامب، ومعرفة ما ستلتزم به واشنطن، مشددا على أن "المرحلة الثانية يجب أن تبدأ الآن".

ورغم وقف إطلاق النار، شنت إسرائيل غارات جوية عديدة تقول إنها تستهدف إحباط هجمات أو تدمير بنى تحتية عسكرية. وتفيد وزارة الصحة في غزة بأن 373 فلسطينيا قتلوا منذ بدء الهدنة، فيما قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين بنيران الفصائل.

وقال نتنياهو إنه سيناقش مع ترامب أيضا "فرص السلام"، في إشارة إلى الجهود الأمريكية الرامية إلى دفع إسرائيل لإقامة علاقات رسمية مع دول عربية وإسلامية. وأكد أن إسرائيل ترى "مسارا لتحقيق سلام أوسع مع الدول العربية، ومسارا لإقامة سلام ممكن مع جيراننا الفلسطينيين"، مشددا على تمسك إسرائيل بالسيطرة الأمنية على الضفة الغربية.

وكان ترامب قد أكد أنه وعد قادة دول إسلامية بعدم سماح واشنطن لإسرائيل بضم الضفة الغربية، في وقت تدعم فيه حكومة نتنياهو توسيع المستوطنات. وأوضح نتنياهو أن "مسألة الضم السياسي" للضفة لا تزال موضوعا للنقاش.