تستعد القارة الإفريقية لاحتضان نسخة تاريخية من بطولة إفريقيا للأمم لكرة القدم للمحليين "الشان" (PAMOJA 2024)، التي تنظم لأول مرة بشكل مشترك بين ثلاث دول إفريقية، وهي تنزانيا وكينيا وأوغندا، خلال الفترة من 2 إلى 30 غشت 2025. هذه النسخة تحمل في طياتها مجموعة من المستجدات التي تمنحها طابعا استثنائيا، أبرزها رفع قيمة الجوائز المالية بنسبة 75% لتصل جائزة البطل إلى 3.5 مليون دولار، مقابل 10.4 مليون دولار كإجمالي للجوائز المخصصة للمنتخبات المشاركة، أي بزيادة بلغت 32% مقارنة بالدورة السابقة.
وشهد ملعب "دار السلام" بتنزانيا مباراة الافتتاح التي جمعت بين منتخب البلد المضيف وبوركينا فاسو، في الثاني من غشت، بينما ستوزع المباريات على عدة مدن هي دار السلام وزنجبار وكامبالا ونيروبي، على أن يحتضن ملعب "موي الدولي" في العاصمة الكينية المباراة النهائية يوم 30 غشت، بينما ستقام مباراة تحديد المركز الثالث في كامبالا يوم 29 من الشهر نفسه.
وتأتي النسخة الجديدة وسط مشاركة نخبة من أقوى المنتخبات الإفريقية، من بينها حامل اللقب المنتخب السنغالي، إلى جانب المغرب الفائز باللقب مرتين، والكونغو الديمقراطية، إضافة إلى منتخبات كبرى مثل نيجيريا، الجزائر وزامبيا. ويلعب المنتخب المغربي أولى مباريتاه اليوم الأحد على الساعة الرابعة زوالا أمام المنتخب الأونغولي. كما تشهد البطولة ظهورا تاريخيا لأول مرة لمنتخب إفريقيا الوسطى الذي سيلعب ضمن المجموعة الثانية إلى جانب تنزانيا، مدغشقر، موريتانيا وبوركينا فاسو.
أما المجموعة الثالثة فتضم مباريات قوية لمنتخبات الجزائر، أوغندا، غينيا، جنوب إفريقيا والنيجر، في حين تعرف المجموعة الرابعة منافسة محتدمة بين أربعة منتخبات لها باع طويل في البطولة، وهي السنغال، نيجيريا، الكونغو والسودان.
ولم يقتصر تنظيم البطولة على الجانب الرياضي فقط، إذ أطلقت اللجنة المنظمة والاتحاد الإفريقي لكرة القدم حملات واسعة للترويج الثقافي والتواصل الجماهيري في الدول الثلاث، في محاولة لإبراز التنوع الثقافي الإفريقي وإضفاء طابع احتفالي على البطولة. كما تشهد النسخة الجديدة إدخال تصميم جديد للكأس، ما يعكس الرغبة في تجديد هوية البطولة ومنحها بعدا أكبر على المستويين القاري والدولي.
وتُعد هذه الدورة فرصة لإبراز المواهب الصاعدة في الدوريات المحلية الإفريقية، ومنصة لاكتشاف جيل جديد من اللاعبين الذين يمكن أن يشكلوا مستقبل كرة القدم في القارة، في ظل متابعة جماهيرية واسعة داخل إفريقيا وخارجها، واهتمام إعلامي يتوقع أن يكون غير مسبوق لهذه الفئة من البطولات.