استضافت ولاية فيرجينيا أمس عددا من رواد الأعمال والمستثمرين وصناع القرار وأفراد الجالية المغربية وممثلي المجتمع المدني في إطار القمة السنوية التاسعة للمقاولات الصغرى، المنظمة ضمن فعاليات الاحتفال بـ"يوم المغرب" في الولاية. ووفرت القمة مساحة منظمة للحوار حول ريادة الأعمال والابتكار وآفاق التعاون طويل المدى بين المغرب والولايات المتحدة، في وقت أصبحت فيه المقاولات الصغرى والمتوسطة عنصرا مركزيا في اقتصاد البلدين.
وانعقد الحدث في مدينة الإسكندرية بمشاركة مسؤولين محليين وفاعلين اقتصاديين مغاربة وأمريكيين وخبراء في التكنولوجيا ومختصين في التنمية الاقتصادية ومنسقين مجتمعيين. وحضرت عمدة الإسكندرية أليا گاسكينز أشغال القمة، في تعبير عن الاهتمام المتنامي على المستوى المحلي بتعزيز العلاقات مع المغرب وتوسيع قنوات التعاون بين المدن الأمريكية وشركائها الدوليين.
وفي خطوة رمزية ومؤسساتية، أعلنت مدينة الإسكندرية رسميا يوم 31 أكتوبر "يوما للمغرب" احتفاء بعيد الوحدة الوطنية للمملكة. ويخلد عيد الوحدة الوطنية في 31 أكتوبر من كل عام بمبادرة من الملك محمد السادس عقب صدور قرار لمجلس الأمن يؤكد سيادة المغرب على الصحراء. وأعلن عن هذا اليوم كعطلة وطنية جديدة تحت اسم عيد الوحدة، ليكون لحظة جامعة مرتبطة بوحدة التراب الوطني واستمرارية التاريخ.
وتم تقديم قرار إعلان اليوم الرسمي خلال القمة إلى محمد الحجام، رئيس الشبكة المغربية الأمريكية ومؤسس مؤسسة AV Actions.
وتضمن برنامج الدورة ورشتين رئيسيتين. تناولت الأولى دور المغرب في التحول الرقمي على مستوى القارة الإفريقية، مقدمة المملكة كبوابة استراتيجية للشركات الأمريكية الراغبة في الولوج إلى الأسواق الإفريقية. وناقش الخبراء البنية التحتية الرقمية في المغرب ونمو المنظومة التكنولوجية المحلية وموقع المملكة كمنصة إقليمية للابتكار والصناعات القائمة على البيانات.
أما الورشة الثانية فركزت على فرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة التي تواصل جذب الأنظار بفضل إمكانياتها في الطاقات المتجددة واللوجستيك والسياحة والتكنولوجيات الجديدة. وقد وصف المتدخلون المنطقة باعتبارها فضاء اقتصاديا متسارعا في تحوله، يرتكز على مشاريع كبرى في البنيات التحتية، وحوافز استثمارية، واندماج متزايد في المبادلات التجارية القارية والأطلسية.
ورحبت عمدة الإسكندرية عليا غاسكينز بالحضور المغربي في القمة، مؤكدة: "في هذه التظاهرة يتجلى حضور الجالية المغربية بشكل واضح، وتتاح لنا فرصة حقيقية للتعرف على الثقافة المغربية، وهو ما يلهمنا لبناء روابط أقوى وتعزيز التواصل".
وحملت القمة بعدا ثقافيا من خلال معرض خاص لأعمال المصور حسن نيجيبي الذي وثق بعدسته التحولات الاقتصادية والعمرانية في المغرب.
واختتم الحدث بالإعلان عن تنظيم بعثة اقتصادية أمريكية إلى مدينة الداخلة، حيث سيقوم المشاركون باستكشاف فرص الاستثمار على أرض الواقع مع التركيز على التنمية المستدامة وتعزيز الربط الإقليمي. كما شهد الحفل الختامي تكريم عدد من الشخصيات الفاعلة في تعزيز العلاقات المغربية الأمريكية، من أكاديميين وقيادات مجتمعية مقيمة في الولايات المتحدة بينهم الإدريسي والينوري، الذين يواصلون الإسهام في ترسيخ الحوار والتفاهم والتعاون بين الجانبين.
وأكدت القمة في ختامها أن المقاولات الصغرى لم تعد مجرد مكون اقتصادي محلي، بل أصبحت قوة دافعة للتعاون الدولي، معبرة عن رغبة مشتركة في تعميق العلاقات الثنائية عبر مبادرات عملية قائمة على الابتكار والحوار والمصلحة المتبادلة.