أعاد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأحد، اسم القيادي في حزب الله هيثم علي طبطبائي إلى الواجهة، بعدما أعلنت حكومة بنيامين نتانياهو استهداف من وصفته بـ"رئيس أركان" التنظيم. وبينما التزمت قيادة حزب الله الصمت حيال هوية المستهدف، اكتفى أحد مسؤوليه بتأكيد أن الغارة كانت موجهة نحو "قيادي عسكري كبير"، من دون نفي أو تأكيد أن يكون طبطبائي هو المقصود.
ويعد طبطبائي، الملقب بـ"أبو علي"، من أبرز الوجوه العسكرية غير العلنية في الحزب. ولد عام 1968 لأب إيراني وأم لبنانية جنوبية، ونشأ في جنوب لبنان قبل أن ينضم شابا إلى صفوف الحزب، حيث تدرج بسرعة داخل الهيكل العسكري للتنظيم.
وتحمله إسرائيل مسؤولية "تعاظم قوة حزب الله وتسليحه"، بعدما قاد لسنوات قوات التدخل المسؤولة عن العمليات الهجومية، قبل دمجها لاحقا ضمن قوات الرضوان، الوحدة العسكرية الخاصة التي لعبت دورا محوريا في جبهات القتال في سوريا. وتشير تقديرات إعلامية وأمنية إلى أن طبطبائي كان القائد الميداني لهذه القوة في سوريا، وأنه أشرف على عمليات معقدة للحزب في كل من سوريا واليمن.
وبرز اسمه إعلاميا بعد نجاته عام 2015 من غارة إسرائيلية في القنيطرة السورية، وهي العملية التي أدت آنذاك إلى مقتل ستة عناصر من حزب الله وضابط بارز في الحرس الثوري الإيراني.
وفي 2016، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية اسمه على لائحة "الإرهابيين العالميين" وفرضت عليه عقوبات، قبل أن تعلن عام 2020 مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساهم في اعتقاله أو إحباط عملياته، متهمة إياه بلعب دور محوري في نشاطات الحزب الإقليمية.
ومع الغموض الذي يلفّ مصيره بعد الغارة الأخيرة، يبقى طبطبائي أحد أكثر القيادات العسكرية في حزب الله سرية، وسط تكتم شديد من التنظيم بشأن تفاصيل ترتبط بقيادته وهيكليته العسكرية.