الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

ماكرون يدعو تبون لحوار عاجل لتهدئة التوترات بين باريس والجزائر


وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوة للحوار إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين البلدين. وأكد ماكرون أنه "يصر على احترام فرنسا وأن يتم إجراء حوار جاد وهادئ". ويأمل الرئيس الفرنسي في لقاء تبون لمناقشة التوترات بين باريس والجزائر على هامش قمة مجموعة العشرين التي ستقام في جنوب إفريقيا خلال الأيام المقبلة.

وأشار ماكرون إلى أن قصر الإليزيه مستعد لوضع حد للتوترات مع الجزائر، وقال: "إذا تحققت هذه الشروط وتمكنا من تحقيق نتائج، فأنا بالطبع متاح لأي تبادل على أي مستوى". وأكد أن الفرق الدبلوماسية الفرنسية تعمل حاليا على ترتيب لقاء محتمل.

وفي الوقت نفسه، عبرت الجزائر عن موقفها من قرارات فرنسا، بما في ذلك دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها المسار السياسي الوحيد لإنهاء النزاع حول الصحراء الغربية. وقد سعت السلطات الجزائرية إلى إقناع فرنسا بالتراجع عن قرارها، فيما رفضت الجزائر طويلا استقبال مواطنيها المعرضين لأوامر الترحيل من فرنسا، مما أدى إلى توترات دبلوماسية واتخاذ قيود على الدبلوماسيين بين البلدين.

وفي أكتوبر الماضي، صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية لإنهاء الاتفاق الفرنسي-الجزائري لعام 1968 الذي يمنح المواطنين الجزائريين تسهيلات في الحصول على تصاريح الإقامة والعمل في فرنسا، وذلك بعد اقتراح من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف. وانتقدت المسؤولون الفرنسيون على مدى فترة طويلة الحكومة الجزائرية بسبب رفضها استقبال مواطنيها المعرّضين للترحيل، مطالبين فرنسا باتخاذ إجراءات أكثر جدية، متهمين الجزائر بعدم احترام سيادة فرنسا.

ويأمل ماكرون الآن أن "يتقدم البلدان للأمام لنكون أكثر فعالية في القضايا الاقتصادية والأمنية والهجرة الكبرى، للعمل معا ولكل طرف الدفاع عن دوره". وجاءت تصريحات ماكرون بعد أن قررت الجزائر منح عفو للكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال تحت ضغوط دولية، وكان الكاتب قد اعتقل العام الماضي في الجزائر بسبب تصريحاته الداعمة للوحدة الترابية للمغرب.

وعلق ماكرون على الإفراج عن صنصال ولقائه به قائلا: "كان من دواعي السرور استقبال السيد بوعلام صنصال وزوجته في قصر الإليزيه. كانا متأثرين وسعيدين بالعودة إلى فرنسا وبصحة جيدة. أود أن أعرب لهما عن عاطفة الأمة العميقة".