الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

ترامب يستقبل بن سلمان في زيارة محورية تبحث تطبيعا محتملا وصفقات دفاعية كبرى


يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لاستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في زيارة رسمية إلى واشنطن يوم الثلاثاء، في خطوة يتوقع أن تفتح الباب أمام صفقة لبيع مقاتلات F-35 وعدد من الإتفاقات الإقتصادية بين البلدين. وتعد هذه الزيارة الأولى لولي العهد إلى أمريكا منذ حادثة اغتيال الكاتب جمال خاشقجي في اسطنبول سنة 2018، والتي تسببت حينها في توتر كبير في العلاقات بين الرياض وواشنطن.

وأكدت تقارير استخباراتية أمريكية في وقت سابق أن بن سلمان صادق على عملية "القبض او القتل"، بينما نفى إصدار الأمر المباشر لكنه تحمل المسؤولية بصفته القائد الفعلي للمملكة. ورغم ذلك، فإن الحفاوة المنتظرة في واشنطن تشير إلى أن العلاقات بين الطرفين استعادت متانتها.

وخلال يوم حافل باللقاءات السياسية في البيت الأبيض، سيجري ولي العهد محادثات مع ترامب في المكتب البيضاوي، ثم يتناولان الغداء في قاعة مجلس الوزراء، قبل حضور مأدبة رسمية في المساء.

ويأمل ترامب في تفعيل تعهد سعودي سابق باستثمار 600 مليار دولار في أمريكا، حيث أكد مسؤول في البيت الأبيض لوكالة رويترز أن صفقات تشمل التكنولوجيا والصناعة والدفاع وغيرها ستعلن قريبا. كما صرح ترامب للصحافيين بأنه "سيتم بيع" مقاتلات F-35 للسعودية، التي تقدمت بطلب لاقتناء 48 طائرة من هذا الطراز المتطور.

وستكون هذه أول صفقة لبيع F-35 للسعودية، وهو تحول بارز في السياسة الأمريكية، نظرا لأثرها المحتمل على توازن القوى العسكرية في الشرق الأوسط وعلى مفهوم التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، التي كانت لغاية الآن الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك هذه المقاتلات.

ويسعى بن سلمان أيضا خلال الزيارة للحصول على ضمانات أمنية، والولوج إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحقيق تقدم في ملف برنامج نووي مدني. وقال مسؤول أمريكي أن "السعوديين سينفقون غدا الكثير من المال في أمريكا".

وفي ما يتعلق بالتنافس الاستراتيجي مع الصين، يرى المفاوض الأمريكي السابق في الشرق الأوسط دينيس روس أن ترامب يريد "تعزيز علاقة متعددة الجوانب تربط السعوديين بأمريكا في مجالات الأمن والمالية والطاقة والذكاء الاصطناعي"، معتبرا أن الهدف هو إبعاد الرياض عن النفوذ الصيني.

ومن المتوقع أيضا أن يدفع ترامب ولي العهد للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، رغم تردد الرياض في اتخاذ خطوة بهذا الحجم دون ضمانات واضحة بشأن مسار إقامة الدولة الفلسطينية، وهو الملف الذي تراجع بسبب تداعيات حرب غزة.

وكان ترامب قد رعى اتفاقيات أبراهام بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات والمغرب والسودان خلال ولايته الاولى، كما أعلنت كازاخستان مؤخرا استعدادها للانضمام. غير ان انضمام السعودية يبقى بالنسبة لترامب الحلقة الأساسية لتحقيق تسوية أوسع في المنطقة.

ويقول مسؤول في البيت الأبيض أن "ترامب يعتبر هذا الأمر مهما للغاية، ولذلك يواصل الضغط لتحقيقه خلال ولايته". ويرى جوناثان بانيكوف المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية أن دفع العلاقات السعودية الاسرائيلية قد يواجه بطئا، لكنه لن يمنع التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين واشنطن والرياض. ويضيف أن رغبة ترامب في جذب استثمارات سعودية ضخمة داخل أمريكا قد تسهم في تمتين التعاون الدفاعي، حتى لو ظل ملف التطبيع يسير بوتيرة أبطأ.