الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

الجزائر تعفو عن الكاتب بوعلام صنصال وتسمح بنقله إلى ألمانيا للعلاج


أعلنت الرئاسة الجزائرية اليوم الأربعاء عن العفو عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بعد عام من سجنه في قضية أثارت توترا دبلوماسيا مع باريس، ووافقت على نقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج.

وجاء في بيان صادر عن الرئاسة أن الرئيس عبد المجيد تبون تلقى طلبا من نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير يتضمن منح عفو لصالح بوعلام صنصال، مضيفا أن الرئيس الجزائري تفاعل إيجابيا مع الطلب "نظرا لطبيعته ودواعيه الإنسانية"، وقرر الاستجابة له.

ويأتي هذا القرار، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، بعد طلب وجهه الرئيس الألماني الاثنين إلى تبون من أجل "لفتة إنسانية"، مقترحا السماح للكاتب بتلقي العلاج في ألمانيا "نظرا لتقدمه في السن ووضعه الصحي الحرج". وأوضح البيان أن "الدولة الألمانية ستتكفل بنقل المعني وعلاجه".

من جهته، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو عن "ارتياح" الحكومة الفرنسية للقرار، متمنيا أن يتمكن الكاتب من "الانضمام إلى عائلته في أقرب وقت وتلقي الرعاية الصحية اللازمة".

وكانت عائلة صنصال، البالغ من العمر 81 عاما، قد أعربت في وقت سابق عن قلقها بشأن وضعه الصحي، إذ يخضع لعلاج من سرطان البروستات. وقالت ابنته من مقر إقامتها في جمهورية التشيك إنها كانت "متشائمة قليلا لأنه مريض وكبير في السن، لكنني ظللت أؤمن أن هذه اللحظة ستأتي يوما ما".

وفي مارس الماضي، وخلال فترة وجيزة من التقارب بين باريس والجزائر، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "بادرة إنسانية" لصالح الكاتب، غير أن محكمة الاستئناف الجزائرية أكدت في يوليو الحكم الابتدائي الصادر ضده بالسجن خمس سنوات، بتهمة "المساس بالوحدة الوطنية" إثر تصريحات أدلى بها في أكتوبر 2024 لقناة فرنسية يمينية متطرفة اعتبر فيها أن الجزائر ورثت من الاستعمار الفرنسي أراضي من غرب البلاد، مثل وهران ومعسكر، كانت "تابعة سابقا للمغرب"، على حد قوله.

الرئيس الألماني شدد في رسالته إلى نظيره الجزائري على أن هذه الخطوة ستكون "تعبيرا عن روح الإنسانية وبعد النظر السياسي"، وتعكس "العلاقات الجيدة بين البلدين" وصلته الشخصية الطويلة مع الرئيس تبون.

ويعد بوعلام صنصال، الذي نال الجنسية الفرنسية في عام 2024، من أبرز رموز الأدب الفرانكفوني في شمال إفريقيا، ومعروفا بانتقاداته اللاذعة للسلطات الجزائرية والتيارات الإسلامية. وكانت فرنسا قد طالبت مرارا بالإفراج عنه منذ توقيفه في مطار الجزائر في 16 نونبر 2024.

وقد زاد اعتقاله من توتر العلاقات بين الجزائر وباريس، التي شهدت أزمة غير مسبوقة منذ اعتراف فرنسا في يوليوز 2024 بمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في الصحراء المغربية، ما أدى إلى تبادل طرد الدبلوماسيين وفرض قيود على التأشيرات.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن كلا من ألمانيا وإيطاليا قامتا بدور الوساطة خلف الكواليس لتأمين الإفراج عن الكاتب، وسط شائعات متداولة منذ الصيف حول احتمال نقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج.