الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

فرنسا تدعو رعاياها إلى مغادرة مالي فورا بسبب تصاعد الهجمات المتطرفة العنيفة


دعت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الجمعة رعاياها المتواجدين في مالي إلى مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن، وذلك عبر الرحلات الجوية التجارية وليس برا، نظرا لتزايد الهجمات التي تشنها الجماعات الإرهابية على الطرق الرئيسية.

وجاء في بيان الوزارة أن "الوضع الأمني في مالي يشهد تدهورا خطيرا، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة"، مؤكدة أن السفر برا بات يشكل خطرا بالغا على سلامة المسافرين الفرنسيين وغيرهم من الأجانب. وأضاف البيان أن الحكومة الفرنسية "توصي بشدة بعدم التوجه إلى مالي لأي سبب كان"، في إشارة إلى استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في هذا البلد الواقع بغرب إفريقيا.

ويأتي هذا التحذير الجديد في ظل تصاعد وتيرة العنف في مالي خلال الأشهر الأخيرة، حيث كثفت الجماعات المتشددة المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش هجماتها ضد القوات الحكومية والمدنيين على حد سواء، خصوصاً في المناطق الشمالية والوسطى. كما تواجه البلاد أزمة سياسية معقدة منذ الانقلابات العسكرية المتتالية التي أطاحت بالحكومات المنتخبة في السنوات الأخيرة، مما زاد من عزلة باماكو عن محيطها الدولي والإقليمي.

منذ انسحاب القوات الفرنسية من مالي عام 2022 بعد تدهور العلاقات بين باريس والسلطات العسكرية المالية، تراجعت قدرة الدولة على ضبط الأمن، في حين توسعت نشاطات الجماعات المسلحة. وقد لجأت باماكو إلى تعزيز تعاونها مع شركاء جدد مثل روسيا، بما في ذلك نشر عناصر من مجموعة "فاغنر" للمساعدة في مكافحة الإرهاب، وهو ما أثار انتقادات واسعة من الدول الغربية.

وتخشى باريس من أن يؤدي تصاعد الهجمات في مالي إلى تهديد حياة رعاياها وشركاتها العاملة هناك، خاصة مع محدودية الخيارات المتاحة للإجلاء في ظل ضعف البنية التحتية وغياب الأمن على الطرقات. وتأتي التوصية الفرنسية لتؤكد أن الوضع في مالي لا يزال هشاً رغم وعود السلطات العسكرية بإعادة الاستقرار.